واشنطن - رويترز، يو بي آي، أ ف ب - أعلن جو بايدن نائب الرئيس الأميركي أمس، ان تنظيم «القاعدة» يتحرك في اتجاه شن هجمات «أصغر حجماً لكنها مفجعة ومخربة»، مستبعداً احتمال شن هجمات ضخمة مماثلة ل11 أيلول (سبتمبر) 2001، في حين أكد ان الوضع في باكستان يثير قلقه أكثر من العراق وإيران وأفغانستان. وقال لمحطة «سي إن إن» الإخبارية: «قررت القاعدة وخلاياها في شبه الجزيرة العربية تنفيذ هجمات ذات نطاق صغير جداً، لكنها مفجعة ومخربة، وبينها محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية فوق ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي»، والتي نفذها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب (23 سنة) باستخدام شحنة ناسفة خبأها في ملابسه الداخلية. وتابع: «ستحصل محاولات عبر متفجرات تخبأ في حذاء أو ملابس داخلية أو اسلحة تحتويها حقيية يحملها شخص على ظهره، لكن نطاقها سيكون محدوداً»، مع العلم أن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أبلغوا لجنة في الكونغرس أخيراً أن هجمات تدعمها القاعدة ستحصل خلال الشهور المقبلة. وأشار بايدن الى ان باكستان «بلد كبير يملك أسلحة نووية ويستطيع نشرها، فيما يملك أقلية لا بأس بها من السكان المتشددين. ليس نظامها ديموقراطياً بالكامل ما يبعث على القلق». ودعت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما باكستان الى تركيز جهودها على التصدي للمتطرفين، في وقت تحشد الولاياتالمتحدة آلاف الجنود الإضافيين في افغانستان المجاورة لمحاربة مقاتلي «القاعدة» وحركة «طالبان». وكان مدير الاستخبارات الأميركية دنيس بلير صرح في وقت سابق من الشهر الجاري أمام لجنة في مجلس الشيوخ بأن ثمة «نقاط ضعف» في أنظمة حماية الأسلحة النووية في باكستان»، من دون ان يخوض في التفاصيل. وفي اليوم التالي، تراجع عن هذا التصريح، وقال إن «القوات الباكستانية تعي انه اذا وقعت قنابلها النووية بين أيدٍ غير آمنة فسيؤدي ذلك الى نتائج كارثية تطاول باكستان نفسها بالدرجة الأولى». على صعيد آخر، بثت محطة «أي بي سي نيوز» التلفزيونية الأميركية الصور الوحيدة المعروفة التي التقطت من الجو عن قرب لسقوط برجي مركز التجارة العالمي في 11 ايلول. وتظهر الصور التي التقطها مفتش الشرطة في نيويورك غريغ سيمندينغر البرجين لدى اشتعال النيران فيهما، ثم سقوطهما وسط سحابة هائلة من الغبار والحطام والدخان غلفت كل منطقة مانهاتن. وقالت جيل بورتر الناطقة باسم المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا الذي حقق في انهيار البرجين إن «الصور التي بلغ عددها 13 صورة بين آلاف الصور التي سعت المحطة الى الحصول عليها من المعهد بموجب قانون حرية المعلومات». ونشرت الصور الملتقطة من الجو جزئياً سابقاً، لكنها أصبحت متوافرة الآن للباحثين. وقال جان راميريس، كبير أمناء المتحف الوطني الذي اقيم لتخليد ذكرى ضحايا الهجوم: «ننتقل بهذه الصور من شريحة محددة من المعلومات الى سياق أكبر بكثير». وغداة اتخاذ القضاء البريطاني قرار نشر تفاصيل استجواب محققين اميركيين المعتقل الإثيوبي السابق في قاعدة غوانتانامو في كوبا بنيام محمد، اعلن البيت الأبيض ان الولاياتالمتحدة «اصيبت بخيبة كبيرة»، مع العلم ان الوثائق كشفت ان بنيام قيد وحرم من النوم وهدد بالموت خلال جلسات استجوابه. وأمضى بنيام أربع سنوات في غوانتانامو بمزاعم تورطه بالتخطيط لتفجير قنبلة قذرة في نيويورك بعد اعتقاله في أبريل (نيسان) 2002. وقال البيت الأبيض في بيان: «اننا مرتاحون لحفاظ الحكومة البريطانية على مبدأ حماية معلومات تخص حكومات اجنبية في مواجهة محكمة، لكننا أصبنا بخيبة كبيرة من الحكم، لأننا تقاسمنا المعلومات بثقة. وحذرنا سابقاً من ان قرار المحكمة سيعقد الطابع السري لتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع بريطانيا، وسيؤثر على العملية المستقبلة لاتخاذ القرار. لكن لندن ستظل شريكاً أساسياً في جهودنا المشتركة لوضع حد للإرهاب والتهديدات الأخرى التي تطاول أمننا القومي». واختصرت الوثائق في سبع فقرات معلومات سلمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) الى الاستخبارات البريطانية عن المعاملة التي تلقاها بنيام عام 2002. وأدرجت في تقرير عن محاكمة بريطانية تناولت القضية عام 2008، لكن الخارجية البريطانية منعت نشرها حتى الآن بداعي «الأمن القومي» وضرورة الحفاظ على سرية المعلومات المتبادلة بين لندنوواشنطن.