قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في جدة أمس، بسجن سعودي تولى زعامة «كتائب عبدالله عزام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» 20 عاماً، إضافة إلى تغريمه ثلاثة آلاف ريال، ومنعه من السفر مدة مماثلة لسجنه. وصدر الحكم عن المحكمة في مقرها الصيفي في جدة، «غيابياً». وجاء حكم المحكمة الجزائية بعد ثبوت تورط زعيم كتائب عبدالله عزام السابق، المصاب بعاهة مستديمة، بالانضمام إلى تنظيم «القاعدة» ومشاركته في تشكيل، وتزعّم كتائب عبدالله عزام، وتواصله مع التنظيمات الإرهابية في اليمن ولبنان، وتصنيعه المتفجرات والتحريض على عدد من الأعمال الإرهابية داخل المملكة والخليج، إضافة إلى قيامه بتزوير أوراق رسمية، والحصول على جواز سفر مزور بغير اسمه الحقيقي. وكان المتهم تعرض لعاهة مستديمة جراء انفجار قنبلة تسببت في فقدانه عينه ويده اليمنى وقدميه، إبان تزعمه «كتائب عبدالله عزام» في أفغانستان، وتخلت «الكتائب» التي كان يتزعمها عن مساعدته وعلاجه، بسبب شدة الإصابة التي تعرض لها، قبل أن تستعيده السعودية، بطائرة إخلاء طبي بعد طلبٍ من ذويه. ويعد المتهم وكنيته «نجم الخير» من أخطر المطلوبين أمنياً على المستوى العالمي، وأشرف على متابعة الخلايا «النائمة» في السعودية، وإدارة المكتب الإعلامي لتنظيم «القاعدة» في 2005. وكُلف من زعيم التنظيم السابق في «بلاد الرافدين» أبو مصعب الزرقاوي بأعمال إرهابية خارج العراق. وأسهم في نقل موقوفين هربوا من سجن الملز في الرياض إلى العراق. وتلقى المتهم في إيران تدريبات مكثفة على الإلكترونيات واستخدامها في عمليات التفجير، وجعل من إيران مركزاً لعملياته. وقام بدور الوسيط بين قيادات التنظيم وأعضائه، وسعى إلى توحيد جهود التنظيم في العراقولبنان، وكان نائباً لمقدَّم التسهيلات في «القاعدة» ياسر السوري، ولديه صلات قوية بعناصر التنظيم المتمركزة في المنطقة. وسعى لتنفيذ هجمات إرهابية. كما كان له دور كبير في عمليات إرهابية تستهدف المملكة من خلال المنشآت النفطية. وتعد كتائب «عبدالله عزام» جناحاً مسلحاً تابعاً لتنظيم «القاعدة»، وبدأ عملياته العسكرية عام 2004، بثلاث تفجيرات في منتجع طابا وشاطئ نويبع المصريين. وتستمد اسمها من عبدالله عزام، المتوفى سنة 1989، الذي يوصف بأنه «رائد الجهاد الأفغاني»، ومن أعلام «الإخوان المسلمين». وتتهم «الكتائب» بتنفيذ هجمات في لبنان والمنطقة، وبينها تفجيرات وإطلاق صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل في مناسبات عدة، وكذلك استهداف ناقلة نفط يابانية قرب سواحل الإمارات، وتفجير السفارة الإيرانية في بيروت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013. وتولى السعودي ماجد الماجد زعامة «الكتائب» بعد إصابة زعيمها السابق. إلا أنه قبض عليه في 26 كانون الأول (ديسمبر) 2013، من قبل الجيش اللبناني في لبنان، قبل تدهور حاله الصحية، وتوفي في 4 كانون الثاني (يناير) 2014.