يواظب خوسيه انطونيو فيليدا منذ ست سنوات على اطعام صغار تماسيح جائعة، سعيا لإنقاذ هذه الفصيلة المهددة على سواحل السلفادور المطلة على المحيط الهادئ. ويتخذ انطونيو من محمية «بارا دي سانتياغو» على بعد 110 كيلومترا غرب سان سلفادور، مقراً لعمله اليومي منذ 17 عاما. اذ يلاحظ منذ سنوات تراجعا مطرداً في اعداد التماسيح. وقال انطونيو ان «اعداد التماسيح توقفت عن الازدياد، لأنه قبل العام 1980، كانت هذه الحيوانات تتعرض لهجمات من الصيادين طمعا بجلدها، لدرجة انه لم يتبق سوى خمسة حيوانات منها». مضيفا «اعتبارا من سنة 1990، بدأنا بمهمة مراقبتها». الا ان المهمة معقدة، ففي هذه المحمية التي يعيش فيها اكثر من 26 الف شخص، تباهت بعرض تماسيح محنطة فيها. بينما بحث السكان الأكثر فقراً في المنطقة عن بيض هذه الحيوانات لأكلها. ويوضح انطونيو أن «الأعتناء بأعشاش مع بيض مسؤولية كبيرة، لأن درجة الحرارة تحدد الوقت المطلوب لتفقيسها، ما قد يستغرق 85 يوما او اقل». وأضاف «يجب التنبه إلى الأصوات التي تصدرها صغار التماسيح، لأنها بالكاد تفتح القشرة ويجب مساعدتها على الخروج». وحينما تخرج من البيض، تكون هذه التماسيح الصغيرة جائعة. ويبدأ هذا النظام اعتبارا من اليوم الرابع بعد الولادة ويستمر شهرين، قبل إطلاق سراح هذه التماسيح الصغيرة. وأكد انطونيو أن «الأمر المفرح أننا اعدنا رفع أعداد التماسيح من خمسة إلى أكثر من 200 حاليا». وتطلق هذه الحيوانات في قناة زاباتيرو التي تحولت مقصداً سياحياً، ما يجعلها تلتقي بأجناس اخرى مهددة مثل «امازونا اوروبالياتا» او طيور مالك الحزين الوردي التي كان ريشها يثير شهية كثيرين لاستخدامه في تزيين القبعات. وحظي الجهد المبذول من خوسيه انطونيو فيليدا تقديرا من منظمة «الوحدة البيئية السلفادورية» (اونيس) التي تصفه بأنه مثال يحتذى به.