لا تتعجب إذا ذهبت إلى حديقة حيوان ، فتجد نفسك أنت الذى داخل القفص والحيوانات خارجه تقف امامك تشاهدك ، بل يحاول منها المستأنس اللعب معك ومعاكستك والشرس مهاجمتك ومحاولة الفتك بك. لكى تخوض هذه التجربة عليك التوجه إلى " Aukland zoo " ، أو حديقة حيوان اوكلاند والتى قامت الحكومة النيوزيلندية بتأسيسها عام 1976 فى محمية طبيعية هناك بأسم " أورنا" ، وكان الهدف من وراء إنشاء هذه الحديقة هو محاولة حماية الحيوانات النادرة من الإنقراض ، وتوفير بيئة طبيعية لهم مثل الذى كانوا يعيشون فيها فى الغابات والبرية ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تدخل العلم البشرى لوضع برامج تزويج هذه الحيوانات لإحداث عملية تكاثر ومحاربة إنقراض الحيوانات المستوطنة فى الأصل بنيوزلندا. لأن هذه الحيوانات تعيش حرة ودون قيود وأسر فى بيئتها الأصلية ، فكان من الطبيعى أول شئ على القائمين على إدارة هذه المحمية هو عدم وضع هذه الحيوانات فى أى أقفاص ، وجعلها تمارس حياتها بشكل طبيعى حتى الحيوانات الشرسة مثل الأسود والنمور أطلقت بكامل حريتها، ونجحت التجربة بالفعل وأستطاعت نيوزلاندا أن تجمع فى هذه المحمية 400 حيوان من 70 نوع مختلف على مساحة 800 ألف متر مربع. بعد فترة بدأت أنظار الحكومة النيوزلاندية تلتفت إلى هذه المحمية وتنظر لها كمشروع خدمى وتجارى للمواطنين النيوزلاندين والأجانب ، فبدأ السماح للجمهور بزيارة هذه المحمية ومشاهدة الحيوانات النادرة ، ولكن هذا كان مصحوب بشرط ، وهو عدم تعكير صفو الحيوانات وسجن حرياتهم ، وهذا كان يعنى أن الحيوانات تظل طليقة فى حدائق المحمية ومن يرغب فى مشاهدتها عليه أن يدخل القفص ، فقد تم تصميم أقفاص كبيرة الحجم مثل الأقفاص التى أعتدنا مشاهدتها فى حدائق الحيوان ولكنها أقفاص متنقلة ، يتم وضعها على سيارات نقل كبيرة ثم يوضع الزوار فى هذه الأقفاص ، وتبدأ السيارة الحاملة للقفص فى التجول بالمحمية ليشاهد الزوار الحيوانات وهى تعيش على طبيعتها وكأنها مازالت فى مواطنها الأصلية. والهدف من وضع الزوار فى أقفاص وليس سيارات مؤمنة مثل مايحدث فى معظم حدائق العالم المفتوحة ، هو توفير حماية للحيوان والزائر ، فحتى لايقوم حيوان بمهاجمة أحد من الزوار أو يقوم زائر بإحداث اى اذى للحيوانات الصغيرة الضعيفة ، وكنوع أيضا من التغير والمرح فى عملية تبادل الأدوار ، لتشعر أن الحيوان هو الذى يشاهدك وأنت داخل القف لا العكس. على سبيل المثال من أشهر الحيوانات المهددة بالإنقراض فى هذه الحديقة " وحيد القرن" بنوعيه " الكركدن الأفريقى والكركدن الأبيض" ، وطائر الكيوى وهذا يحظى بشعبية كبيرة فى نيوزلاندا لأنه من الطيور المستوطنة لديهم ، وهذا الطائر عجبيب فى كل شئ فرغم انه طائر إلا أنه ليس له أجنحة وبالتالى لايستطيع الطيران عندما يضع بيضه فهو يضعها على الأرض بين الأشجار ، ومن يرقد عليه هو الذكر وليست الأنثى حتى تخرج صغاره إلى الدنيا.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: في حديقة.. الحيوانات طليقة تتفرج على الزوار في الأقفاص