حقّق ابن الهيثم إنجازات مهمة ومتقدّمة في علوم البصريّات والرياضيّات والفلك. وتميّزت أعماله حول الضوء والرؤية بتجارب دقيقة وموضوعية لاختبار فرضياته ونظرياته. وفي ذلك الإطار، اتّبع ابن الهيثم أسلوباً علمياً مشابهاً لما يعتمده علماء اليوم في بحوثهم. كما صنَّف ثمانين كتاباً ورسالة في الفلك، وفق ما يذكر مؤرخو العلوم، شرح فيها سير الكواكب والقمر، والأجرام السماوية وأبعادها. ومن بين الكتب ال96 التي تتحدث عنها المراجع التاريخيّة المتنوّعة، لم تعف يد الزمان إلا على 55 منها جرى إنقاذها عبر القرون المتتاليّة. ومن بين الكتب التي تتعلق بالضوء، هناك مؤلّفات: «ضوء القمر»، «ضوء النجوم»، «الهالَة وقوس القزح»، «المرايا المقعّرة الحارقة»، «الكُرات الحارقة»، «صورة الكُسوف»، «تشكّل الظلال»، «إشكاليّة الضوء» و«كتاب البصريّات» الذي اشتهر تحت اسم «كتاب المَناظِر». وعلى نحو مُشابِه، أثّرت ترجمات بعض كتبه إلى اللاتينيّة في مفكرين ورجال علم كثيرين في القرون الوسطى، كما في عصر النهضة والتنوير، أمثال روجيه باكون ورينيه ديكارت وكريستيان هيغنز الذين عرفوه غالباً باسم «الهازن». واستناداً إلى تلك المعطيات كلها، سمّى «الاتحاد الدولي للفلكيّين» أحد المواقع النيزكيّة الكبرى على القمر باسم «الهازن» تيمّناً بذكرى ابن الهيثم، كما سمّي الكويكب الرقم 59239 باسم «الهازن» أيضاً.