أكد رئيس مجلس الجمعيات التعاونية الدكتور ناصر آل تويم، أن الجمعيات تعد الوسيلة الأنسب للحد من انتشار الفقر، مشيراً إلى أن المجلس سيضمن انخفاض أسعار السلع إلى 20 في المئة بعد عامين. وأوضح آل تويم في حديث مع «الحياة»، أن المجلس سيدرس أوضاع 160 جمعية في السعودية، والعمل على إنقاذ المتعثر منها، مع تنمية الموارد البشرية فيها، مؤكداً أنه ستتم الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في العالم، خصوصاً أن الجمعيات التعاونية توفر 120 مليون فرصة عمل في العالم سنوياً. وحدد آل تويم عام 2020 موعداً لوضع السعودية ضمن أفضل عشر دول في العمل التعاوني، لاسيما أنها تحتل ذيل القائمة حالياً، مشدداً على ضرورة استثمار المجلس الوليد للائحة التنظيمية في الدفع بالعمل التعاوني، لكي تحتل السعودية الصدارة. وأشار إلى عزم المجلس إنشاء معهد، بالتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية، لتهيئة وتخريج طلاب متخصصين في العمل التعاوني وآليات العمل التعاوني. ما الجديد الذي سيقدمه مجلس الجمعيات التعاونية المنتخب أخيراً؟ - هذا المجلس كما هو معلوم نشأ بموجب نظام الجمعيات الجديد، والمؤمل عليه كثير جداً. وهناك نقاط عدة، لكي نتلافى التعارض والازدواجية، اللذين تقدمهما تلك الجمعيات، إذ سنشجع على تبادل الزيارات بين الجمعيات التعاونية، التي تبلغ 160 جمعية، كما سندرس أوضاع الجمعيات المتعثرة، وسنعمل على دمج تخصصاتها، لأجل النهوض بها، أيضاً سنعمل على إيجاد توازن بين الجمعيات السعودية، التي تتماثل في أعمالها، من حيث المكان لضمان بقائها، كما سننظم لقاءات سنوية بين الجمعيات، لتبادل الأفكار وتطوير العمل فيها مع الإدارات المختصة. وفي الصدد ذاته، سيعمل مجلس الجمعيات على تنمية الموارد البشرية للجمعيات، من اجل زيادة روافدها، إضافة إلى الخروج عن الأطر التقليدية في تبادل المعلومات بين الجهات وتسهيل انتقالها، ومن خلال ذلك سنعمل على إنشاء بنك معلومات للجمعيات التعاونية. كما سنعمل على الاستفادة من خبرات الدول الأخرى، التي سبقت المملكة في مجال العمل التعاوني، وسيكون لنا دور كبير جداً في تنظيم الزيارات والندوات والبحوث المشتركة، لغرض التواصل مع الجمعيات التعاونية خارج المملكة. ولادة الجمعيات التعاونية هل هي ناتجة من أزمات مالية؟ - هي من تداعيات الأزمة المالية، إذ ان ولادة وبداية الجمعيات التعاونية على مستوى العالم، كانت خلال أيام الكساد الكبير، وبالطبع غلاء الأسعار في السعودية لفت إلى أهمية إنشاء الجمعيات التعاونية، والتاريخ يعيد نفسه حالياً للاهتمام بالعمل التعاوني. ما سبل تنمية الموارد للجمعيات التعاونية؟ - الجمعيات التعاونية هي بمثابة شركات مساهمة صغيرة، وهي تقوم على الأصوات وليس على الأموال، والجمعيات المتعددة الأغراض لها الحق في الدخول لأي مجال استثماري. وهناك قيود على الجمعيات التي تركز على مهن وأنشطة معينة، فيما التعدد في الغرض يتيح لها التعدد في الاستثمارات، وكما قلت لك سابقاً سنلاحظ في المجلس مزايا هذه الجمعيات ورؤوس أموالها وتنمية استثماراتها. ماذا عن الاستفادة من خبرة الجمعيات التعاونية في الدول المتقدمة؟ - سنستفيد من تجارب الدول الأخرى في العالم، وأود الإشارة إلى أن الجمعيات توفر 120 مليون فرصة عمل على مستوى العالم، كما أن الجمعيات لها ميزتان اقتصادية واجتماعية، وهي تطبق الآن ميزة الاقتصاد الاجتماعي، وبالتالي تعتبر ملائمة للأوضاع الاقتصادية الحالية. ما مركز المملكة عالمياً في العمل التعاوني؟ - مع الأسف في ذيل القائمة، كما صرح وزير الشؤون الاجتماعية يوسف العثيمين بقوله، إن العمل التعاوني في المملكة في بداية تكوينه، والآن هناك تحديث في الأنظمة، ومنها قرار إنشاء مجلس للجمعيات التعاونية، وبالتالي الكرة الآن أصبحت في ملعب المجلس الوليد، الذي يجب أن يستثمر الأوضاع الاقتصادية واللائحة التنظيمية في الدفع بالعمل التعاوني، لكي تحتل المملكة الصدارة. والمجلس لديه اقتراحات بأن يصبح المرجع العلمي الأول، ودار الخبرة لتحقيق تنمية اجتماعية مستدامة، بوضع المملكة عام 2020 ضمن أفضل عشر دول في العمل التعاوني. كيف سيكون دوركم في محاربة الغلاء؟ - أعتقد انه من الأشياء المهمة التي من الممكن أن تلجأ إليها الدولة بالتعاون مع الجمعيات التعاونية، هو كبح غلاء الأسعار كما حدث في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال منح الجمعيات فرصة تنافسية في استيراد السلع وخفض وإلغاء الخدمات قبل الكهرباء والماء. أيضاً ستسعى الجمعيات إلى تحقيق التوازن لضمان خفض مباشر للأسعار الغذائية، وسيكون هناك تكتل للجمعيات لمحاربة الغلاء، كما سنحاول أن نلغي أو نقلل من الرسوم الجمركية، وبذلك سنضمن انخفاض الأسعار بنسبة تصل إلى 20 في المئة، وذلك بعد عامين من عمر المجلس. «المتقاعدون يعانون من قلة الرواتب»، ما العمل الذي سيقدمه مجلس الجمعيات التعاونية لهم؟ - اعتقد أن عمل الجمعيات التعاونية في المدن والقرى والأحياء يمثل استراتيجية المجلس، وبالتالي سندعو المتقاعدين لكي يفيدوا ويستفيدوا. ويمكن لهم من خلال ذلك عمل جمعيات حرفية أو مهنية متعددة الأغراض والاستفادة من المتقاعدين في إنشاء عدد من الجمعيات. وأدعو كل مواطن حريص ولديه الرغبة في الاستفادة من المزايا والتكتل وبناء الجمعيات، أن يتقدم إلى الوزارة لإنشاء جمعيات، إذ ستخلق هذه الجمعيات فرص عمل وتكوين رؤوس أموال صغيرة تتحول إلى كبيرة مع مرور الزمن، والتعاون في ذلك له أبعاد اقتصادية ودينية واجتماعية. ماذا عن تأهيل وتدريب الشباب للانخراط في العمل التعاوني؟ - نحن في هذا المجلس ندعو الجامعات إلى إنشاء برامج وأقسام خاصة بالعمل التعاوني، كما أن المجلس عازم على إنشاء معهد بالتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية، لتهيئة وتخريج طلاب متخصصين في العمل التعاوني وآليات العمل التعاوني. والمجلس سيعمل بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية على تهيئة هذه الكفاءات وسنستقدم خبرات من دول شرق آسيا لإنشاء هذه المعاهد وسيكون مقره الرياض وسيكون إنشاؤه بعد دراسات ومشاهدة خبرات الدول الأخرى والاستفادة منها، وإنشاؤها سيتم في خلال سنتين أو اقل. هل هناك جمعيات تعاونية متعثرة؟ - حالياً ليست هناك إحصاءات للجمعيات المتعثرة، ومن أهم أولويات المجلس حصر الجمعيات المتعثرة، وعمل خريطة للعمل التعاوني في المملكة. ونحن سندرس أوضاع الجمعيات وسنبحث أسباب تعثر بعضها، وإذا ما وجدنا أن الأسباب مالية أو محاسبية فسيتم إعداد خطة إنقاذ لها، لكن في حال كانت الجمعية متعثرة تماماً فسيتم دمجها بجمعية مقاربة جغرافيا لها، ولن يعطى جانب التصفية أهمية إلا بعد استيفاء الشروط السابقة. هل ستكون هناك مقاطعة من المجلس للتجار في حال رفع الأسعار؟ - من الممكن أن ندخل منافسين لهم في السلع، وللجمعيات التعاونية ميزة تنافسية وسنطالب بالدعوة إلى الاستيراد المباشر. يعاني المجتمع السعودي من قلة ثقافة في العملية التعاونية، كيف ستحلون هذا الإشكال؟ - المشكلة أنه ينظر إلى العمل التعاوني بشكل دوني وغير رشيد، ووسائل الإعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في تعميم ثقافة العمل التعاوني، إذ ان هناك جهلاً بين الناس حول إمكان إنشاء جمعية من خلال 12 فرداً، وتحقيق أرباح مناسبة من خلالها. لماذا تأخر إنشاء مجلس الجمعيات التعاونية إلى هذا الوقت؟ - تعلم جيداً بوجود البيروقراطية في السعودية، إذ ان كثيراً من المسؤولين في الوزارات الخدمية تسيطر عليهم البيروقراطية، والتي تسببت في عدم اخذ زمام المبادرة بإنشاء المجلس. هل من المفيد تطبيق التجربة الغربية في الجمعيات التعاونية أم أن التجربة العربية اقرب لنا؟ - طبعاً الجمعيات التعاونية منتشرة على مستوى العالم، والإحصاءات في أميركا تشير إلى أن 21 في المئة من الخدمات الكهربائية تقدم عن طريق الجمعيات التعاونية، و19 في المئة من الخدمات الصحية في اسبانيا تقدم عن طريق الجمعيات التعاونية، وفي الهند 230 مليون عضو تعاوني. أيضا اليابان نجحت بشكل باهر من خلال الجمعيات التعاونية في تقديم الخدمات الصحية، وفي الكويت 80 في المئة من سوق التجزئة قائم على الجمعيات التعاونية، فيما يمثل عمل الجمعيات التعاونية في السعودية مع الأسف واحد في المئة. هل ستقضي الجمعيات التعاونية على الفقر؟ - اعتقد أن الجمعيات التعاونية هي وسيلة مناسبة للقضاء على الفقر، وذلك لانتشارها في القرى والأحياء. ونحن نفتقد إلى جمعيات تعاونية خصوصاً في مجالي الإسكان والمرأة، وأنا أطالب من منصبي كرئيس للجمعيات التعاونية بإنشاء جمعية تعاونية للمرأة لكونها ستسهم في إيجاد فرص مهمة للعمل.