عالج مؤيد الزئبق خلال أعوام آلاف القلوب المريضة، لكنه تحول في الأيام الأخيرة الماضية إلى مريض يتلقى العلاج، لا بل إنه كاد يفقد حياته بمرضه الذي التقطه خلال تجواله في أروقة عيادات مركز القلب بمدينة الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني، على غرار عشرات من المصابين بفايروس متلازمة الشرق الأوسط (كورونا). إلا أن الزئبق نجا من الموت، بعد أن شفي من المرضى الذي حصد، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أرواح عشرات من المرضى، بينهم أطباء يعملون في المدينة الطبية. وأبلغ الدكتور مؤيد «الحياة» أمس، بأنه سيعود إلى العمل خلال أيام، على رغم انتشار الفايروس في مركز عمله، وإمكان انتقاله إلى أي مستشفى آخر. وظهر مدير مركز القلب في مستشفى الحرس الوطني هادئاً أثناء تسجيله مقطع فيديو، لم يتجاوز ال20 ثانية، وهو يتحدث عما مرّ به من أعراض صحيّة، نافياً نبأ وفاته الذي انتشر في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن المسؤولين في المجال الصحي «يقومون بواجبهم للتصدّي لهذا الفايروس على أكمل وجه». وعن سؤال الأقارب والزملاء في عمله، ذكر الزئبق أنه «بصحّة جيدة»، مطمئناً إياهم، ومقدماً لهم الشكر «على ما يقدمون من جهود جبارة»، لأجل السيطرة على فايروس «كورونا». وقال الطبيب الناجي من «كورونا»: «إن ما ذكر عن وفاتي إشاعة تم تداولها والاهتمام بها لحضوري في شبكات التواصل الاجتماعي». وذكر أن إصابته بالفايروس كانت «بسيطة»، لافتاً إلى أنه يشاهد التلفاز ويتناول الشاي حالياً. وأشار إلى أن إصابته كانت نتيجة احتكاكه بالمرضى المصابين بالفايروس نفسه. وأشار الدكتور الزئبق إلى أن انتقال «فايروس كورونا» يشبه انتقال أي فايروس آخر، مثل «الأنفلونزا». وكشف أنه ليس بالضرورة ظهور الأعراض على المصاب، لافتاً إلى أنه لم يشعر بالتعب الجسدي مطلقاً. وكشف أنه أثناء اكتشاف إصابة أحد المرضى الذين يشرف عليهم ب«الفايروس»، تم عمل مسح صحّي للأطباء كافة، وتم اكتشاف إصابته هو. وطمأن الجميع إلى أن الأوضاع ومتابعة الفايروس في مستشفى الحرس الوطني «على ما يرام»، مؤكداً أن الفايروس قد يصل إلى أي مستشفى آخر، وليس بالضرورة بقاؤه في مستشفى الحرس الوطني بالرياض فقط. وأوضح أنه سيعود لمزاولة عمله الأسبوع المقبل، مؤكداً أن «الأمور على ما يرام».