هددت كوريا الشمالية أمس سيول بضربات عسكرية «عشوائية» ما لم توقف حربها الدعائية عبر مكبرات الصوت على الجانب الآخر من الحدود، كما أصدرت تحذيراً نووياً للولايات المتحدة إذا أبقت على مناوراتها المشتركة التي تبدأ الإثنين مع الجنوب. وتأتي هذه التهديدات وسط تصاعد التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية بعد انفجار ثلاثة ألغام أدت إلى بتر أطراف جنديين كوريين جنوبيين، وقبل مناورات عسكرية مشتركة واسعة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تدينها بيونغ يانغ. كما تتزامن مع احتفالات كلٍّ من الكوريتين بالذكرى السبعين لاستقلال شبه الجزيرة الكورية في 1945 مع انتهاء الحكم الاستعماري الياباني. وكان من المؤمل أن تشكل هذه الاحتفالات مناسبة للتقارب ما بين الكوريتين لكن حدث العكس وشهدت العلاقات توتراً عكسته كالعادة خطب نارية وتبادل اتهامات. وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن بيونغ يانغ طالبت سيول بوقف حربها الدعائية مهددة بعمل عسكري يتمثل في «ضربات دون تمييز» في كل منطقة على طول الجبهة. وكانت سيول أعادت تشغيل مكبرات الصوت هذه بعد اتهامها بيونغ يانغ بالوقوف وراء الانفجارات في الرابع من أغسطس خلال دورية في منطقة منزوعة السلاح تمتد إلى كيلومترين على جانبي الحدود. وبترت ساقا أحد الجنود في حين بترت ساق آخر. ونفت كوريا الشمالية الجمعة أن تكون لعبت أي دور في سلسلة انفجارات الألغام هذه. وقالت لجنة الدفاع الوطني التي تتمتع بنفوذ كبير إن الاتهامات بأن جنوداً كوريين شماليين عبروا الحدود لزرع ألغام على الجانب الآخر «سخيفة». وأضافت «إذا كان الجيش يريد فعلاً إصابة هدف عسكري فسيستخدم أسلحة نارية ثقيلة وليس ثلاثة ألغام مضادة للأفراد». وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن ردها على الحملة الدعائية سيشمل «ضربات عشوائية وعملاً مضاداً متصاعداً». من جهة أخرى، هددت بيونغ يانغ الولاياتالمتحدة «برد عسكري قوي جداً» إذا أبقت على التدريبات السنوية المشتركة الواسعة مع كوريا الجنوبية «أولشي فريدوم» التي يفترض أن تبدأ الإثنين وتستمر أسبوعين. ويشارك في هذه المناورات عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين والأمريكيين الذين سيقومون بمحاكاة هجوم وهمي يشنه الشمال.