«من لم يمت بالسيف مات بغيره».. ربما ينطبق هذا الشطر الشعري على الرحيل المفاجئ لمصور فوتوغرافي مولع بالطيور النادرة، وطاردها في أمكنة وعرة، يصعب الوصول إليها في سهولة، ما يجعل حياته في مواجهة دائمة مع المخاطر، فهذا الفنان الفوتوغرافي الذي نجا مرات من أخطار أحدقت به، أثناء ممارسة هوايته الصعبة، لم يستطع النجاة ولو لمرة واحدة من خطر حوادث السيارات، التي ذهب ضحية واحدة منها، قبل يومين فقط، وهو في طريقه إلى نجران، حيث تم تعيينه معلماً، أخيراً. وقضى الفوتوغرافي علي القرني ثلاثة أيام في جازان، من أجل اقتناص صورة لطائر «البلشون الأسود»، وهو نوع من الطيور يعاني كثير من المصورين المحترفين، من أجل أن يلتقطوا صورة له، فهو لا يوجد سوى في منطقة جازان، وخلال أوقات محددة من النهار، وأيضاً لقرب لونه من لون الطبيعة الترابية وتماهيه معها. ولئن نجح الراحل القرني في مهمته ووثق صوراً لافتة، كانت سعادته بها غامرة، فإنه لم يستطع إكمال الأيام التي كان من المفترض أن يمكثها في جازان، راصداً ومتابعاً لحركة الطيور، بسبب تعيينه معلماً، ما اضطره إلى المغادرة إلى نجران، ليلقى حتفه في الطريق إلى سبت العلايا. وكانت «الحياة» التقت القرني في رحلته الأخيرة، حين كان يترقب أن تنشر صوره فهو عاشق للطيور، وحريص على أن يكون الجميع على اطلاع على الطيور الموجودة في السعودية، لكنه توفي قبل أن يطلع على القصة التي نشرتها «الحياة» أمس (الخميس). إلى ذلك، عبر عدد من زملائه من راصدي الطيور في المملكة، عن حزنهم العميق «لفقد زميل أسهم في رصد عشرات الطيور النادرة على مستوى المملكة». وذكر الفوتوغرافي قاسم الغزواني أنه آخر من تواصل مع الفقيد القرني قبل وفاته بيومين، مشيراً إلى أن عدداً من راصدي الطيور، من الإمارات والكويت، قاموا بالتنسيق معه من أجل الذهاب إلى جازان، بعد أن تم رصد أحد الطيور النادرة هناك، لإجراء دراسة حول طبيعة حياة هذا الطائر.