ودع الفوتوغرافي السعودي حسين هندي أطفاله الثمانية صباح أمس بابتسامة وقبلات قبيل توجهه إلى مقر عمله في شركة أرامكو بمنطقة جازان، إذ كانت الابتسامة الأخيرة لأبنائه، كونه فارق الحياة بعدها بنصف ساعة بعد تعرضه لجلطة دموية أثناء أداء عمله. وقال المصور معين الشريف: «وفاة الفوتوغرافي حسين هندي كانت فاجعة لمجموعة «كلك» للتصوير الضوئي، التي كان أحد رؤساء المجموعة الفاعلين»، مشيراً إلى أن جميع أعضاء مجموعة «كلك» آلمهم الخبر، ولم يستطع البعض منهم إكمال عمله، كونه تربطهم به علاقة حميمية وصداقة قوية. وأضاف أن هندي شارك في معارض عالمية وخليجية ومحلية عدة، كانت آخرها معرض ألمانيا، وحصلت صوره على مراكز متقدمة، لافتاً إلى أنه أحب الصور التي يصنعها حسين هندي، وصوره نادرة ليس لأية شخص أن يقتنصها، إلا محترفاً في العمل الفوتوغرافي. وذكر الفوتوغرافي نبيل الشيخ أنه فوجئ بنبأ وفاة صديقه وزميله في المجموعة، «استفدت كثيراً من ورش التدريب في مجال الضوء التي كان يقدمها الراحل». وأكد الفوتوغرافي منصور هادي أن هندي قام بجمع وتصنيف أرشيفه الغني بأنواع عدة من فنون الضوء تمهيداً لتنفيذ خطته في خطوة قد تكون هي الأولى على مستوى الشرق الأوسط. وأوضح الفوتوغرافي خالد زنقوطي أن صديقه الحميم ورفيقه في مناطق السياحة الطبيعية في جازان رفض أن يطرح إرثه الفوتوغرافي للبيع، وجعله بحسب قوله مذاقاً يتذوقه كل هاوٍ لفن الضوء، مشيراً إلى أنه كان ينوي عمل معرض يحوي جميع صوره خاصة الطبيعة التي هواها وأبدع فيها. وأضاف أن هندي كان ينوي التقديم على إجازة للذهاب إلى مكة والمدينة لأداء العمرة، ومن ثم إلى خارج المملكة لقضاء إجازته السنوية لاقتناص لقطات الطبيعة التي يعشقها. وعلمت «الحياة» أن هندي قرر أن يهب أرشيفه الفوتوغرافي الضخم إلى مكتبة عالمية متخصصة في التصوير الفوتوغرافي، إذ يضم أرشيفاً ضخماً من الصور، صنفها بصور الطبيعة و«اللاند سكيب» وصور الماكرو وصور الحياة الصامتة والبورتريه يتضمن عشرات آلاف الصور التي كان صاحبها مولعاً في المجالين الفني والثقافي للمنطقة، ما جعل أصدقاءه يلقبونه ب«عاشق ضوء التراث».