تزامناً مع هجرة الطيور إلى منطقة جازان، والتي بدأت مع دخول آب (أغسطس) مدة ثلاثة أشهر، يبدأ مصورو المنطقة في تجهيز أدوات التصوير الخاصة بهم للفوز بلقطات احترافية لتلك الطيور، لعرضها في معارض التصوير الداخلية والخارجية. وأبدى عدد من الفوتوغرافيين في المنطقة من هواة تصوير الطبيعة والطيور حماستهم للتمركز في مواقع وجود الطيور منذ الصباح الباكر يومياً. وقال الفوتوغرافي المتخصص في تصوير الطيور معين الشريف في حديث إلى «الحياة»، إنه مع بداية موسم الهجرة يتجه نحو مواقع تجمّع الطيور، خصوصاً في المرتفعات الجبلية والسهول والأودية، وأشار إلى أنه يحرص على الذهاب إلى تلك المواقع منذ بزوغ الفجر، والتمركز في أماكن تم تحديدها من قبل، موضحاً: «تحديد الأماكن يتم بعد مراقبتها والتركيز أكثر على الأماكن المحببة لوجود الطيور، والتي ترتادها دائماً لأجل الأكل والشرب وبناء أعشاشها». وبيّن الشريف أنه يقوم بجلب أدوات التصوير كافة، مشيراً إلى أنه يحرص على «الاختباء في خيمة خضراء مشابهة للون الأعشاب، بهدف الاختباء عن أعين الطيور حتى لا تخاف وتهرب وأفقد أروع المناظر التي أحرص على صيدها والتقاطها».وأضاف أنه يحرص على اقتناء الحامل الثلاثي للكاميرا والعدسة التي تزيد كلفتها على 45 ألف ريال، حتى يضمن الحصول على نتائج عالية الدقة في الصور الملتقطة. من جهتهما أوضح كل من الفوتوغرافيين مجدي الصايغ وماجد السنقوف أنهما من هواة تصوير الطيور، إذ يحرصون على القيام بالتقاط صور الطيور المهاجرة في جازان، وخصوصاً في الأودية والمناطق الجبلية، إذ توجد الطيور المهاجرة بأشكال وأنواع مختلفة، ما يجذب هواة مصوري الطيور. وحدد الصايغ المواقع المحببة له في التصوير في بحيرة سد وادي جازان، إذ يقوم بزيارته باستمرار مع زميله ماجد وهواة آخرين لتصوير الطيور، مضيفاً: «الموقع يمتاز بكثرة الطيور وأنواعها المتعددة وألوانها الجميلة». من جانبه أكد السنقوف أنه لا يتوقف عن هوايته إثر مغادرة الطيور وهجرتها من جازان، مضيفاً: «بعد رحيلها لا تتوقف رغبتنا في التصوير عند ذلك، إذ نحزم حقائبنا ونتوجه إلى دول شرق آسيا لممارسة هوايتنا في تصوير الطيور الغريبة التي تعيش هناك». من جهته، قال عاشق تصوير الطيور قاسم الغزواني - والذي يسكن في جبال بني غازي التي تتكاثر فيها الطيور - إن هناك أنواع كثيرة من الطيور التي تغري المصورين لالتقاطها، معدداً منها الكينق فوشر، وطائر الوروار، والصقور، والنسور، والإوز، والبط الكيني، والبلشون الذي يتكاثر في بحيرة سد بيش ووادي جازان، مشيراً إلى أنه اطلع على كتب متخصصة في هجرة الطيور، إذ تضمنت أنه مع انتهاء فصل الصيف، تهاجر الطيور من أوروبا وأفريقيا وآسيا إلى مناطق عدة ومنها جازان، للبحث عن الدفء والطعام والشراب وبناء أعشاشها لغرض التكاثر. وفي أقصى شرق المملكة وعلى ساحل الخليج العربي تبدأ هجرة الطيور في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) ولمدة شهرين، ويؤكد حمد بن سليمان الثبيتي (أحد هواة المقناص) أن موسم هجرة الطيور يكون في تلك الفترة. وأضاف أن هذه الفترة تتزامن مع هجرة طائر «الحباري» و«الكروان» على الساحل الشرقي، موضحاً: «نتوجه إلى مناطق متعددة من ساحل الخليج العربي لنتمتع بممارسة هوايتنا في صيد الحباري والكروان مدة شهرين، وبعدها نتوجه من الشرق إلى منطقة نجد ومن ثم إلى شمال المملكة، فتصبح فترة الصيد مجتمعة نحو ستة أشهر». وأشار الثبيتي إلى أن صيد الطيور له متعة، خصوصاً حين يكون بواسطة الصقور، لافتاً إلى أن هواية الصيد بالصقور تعد «ولعاً» لدى هواة الصيد، لن يتخلى عنها من مارسها حتى وإن تقدّم به العمر.