كل فترة في حياتنا تنتهي بمرحلة، ثم تبدأ مرحلة أخرى جديدة، ففي الفترة الماضية أنهينا الإجازة الصيفية بعدما عشنا فيها الكثير من الأحداث الحزينة والمفرحة، فمنا من صنع من نفسه إنساناً ناجحاً بالإنجازات التي قام بها، وبعضنا طور نفسه في الأمور التي يحبها وآخرون قضوا إجازتهم في السفر وغيره من الأمور. واليوم سنقبل على فترة جديدة ننتقل فيها إلى مرحلة جديدة من حياتنا متقدمين إلى الأمام، فالمحال والمكاتب بدأت بالاستعداد لها، بالمنافسة فيمن يستقبل مهرجان العودة للمدارس بشكل أفضل من الآخر بعرض الحقائب والدفاتر والأقلام والأدوات المدرسية بمنظر يجذب الأطفال للشراء، ففي مقابل استعداد المظهر الخارجي لابد من أن نستعد نفسياً، ونهيئ أنفسنا لاستقبال المدرسة ونحفزها بالتفاؤل والنجاح، ولا نقلل من إمكاناتنا، حتى لو فشلنا في أي أمر؛ لأننا سنتعلم من أخطائنا، ومن ثم نصححها وننجح، وهذا هو المبدأ الذي يجب على المدارس وأولياء الأمور السير عليه؛ لزرعه في نفوس الأطفال من الصغر. تشعر جودي عودة (9 أعوام) بالسعادة للعودة للمدرسة؛ لأنها تقضي أوقاتاً ممتعة مع صديقاتها، جامعة بين اللعب والتعلم: «أشعر بالسعادة أيضاً؛ لأنني كبرت وسأنتقل إلى مرحلة جديدة، وقمت بالاستعداد للمدرسة بشراء الحقيبة والأدوات المدرسية وفضلت شراءها، وهي تحمل شخصيتي الكرتونية المفضلة Frozen، وأتمنى من مدرستي أن تضع لنا حديقة فيها الألعاب، وأن يطيلوا وقت الفسحة؛ حتى نستطيع الأكل واللعب فحين يكون وقتها قصيراً الكثير من الأطفال يهمل وجبة الإفطار ويقضيها باللعب مع أصدقائه»، كما تتمنى وضع عقوبات صارمة على الأطفال الذين يؤذون الآخرين بالضرب أو الألفاظ السيئة لكي يخشى الطفل العقوبة، ومن ثم لا يفعل ذلك التصرف السيئ مرة أخرى. بالعودة إلى الدراسة يقول مشعل ماجد 6 أعوام : «أشعر بالفرحة لقدوم المدرسة؛ لأنني أتعلم أموراً جديدة، وألعب مع أصدقائي، وأنا أحب المعلمين؛ لأنهم يبذلون جهداً من أجلنا، والأهم من ذلك يعاملوننا معاملة رائعة». أحبت الجوهرة الرشودي (7 أعوام) مدرستها الجديدة كثيراً: «استعددت للمدرسة بشراء حقيبتي، وأشعر بالسعادة والحماسة؛ لانتقالي إلى الصف الأول، كما أنني سأتعرف على صديقات ومعلمات جديدات، وأتمنى ألا تكون هناك أي معلمة تعامل الطالبات بالعنف، سواء أكان لفظياً أم جسدياً»، كما ستذاكر دروسها يومياً من بداية العام بكل جد واجتهاد؛ حتى لا تستصعب أي أمر أو تتراكم عليها الواجبات وسترتب وقتها بين اللعب والدراسة؛ لتتمكن من فعل كل ما تريده. ويؤكد فهد الرشيد 10 أعوام : «أنه استعد للمدرسة بشراء الحقيبة والأقلام وقمت أيضاً بتنظيم وقت نومي، وأتمنى من مدرستي تكثيف حصص الرياضة، وأن يكون في كل مدرسة نادٍ رياضي يحتوي على مسبح وملاعب وجميع الرياضات ليمارسها الطلاب برفقة مدربي الرياضة، وهذا سيحبب الأطفال ويحمسهم على ممارسة أنواع الرياضات، ومن ثم ستقل نسبة الأمراض المنتشرة كالسمنة والسكري وغيرهما»، وينصح الأطفال بحل واجباتهم يومياً؛ حتى لا تتراكم، ومن ثم يهملوها، وهذا سيضعف مستواهم الدراسي ويعرضهم للمشكلات، ويضيف شقيقه محمد (8 أعوام) أنه لابد من أن تراعي المدرسة ترتيب الحصص في الجدول الدراسي؛ لأن الطلاب في الحصص الأخيرة يشعرون بالتعب، ولاسيما في فصل الصيف: «كما أتمنى ألا يضرب المعلم الطالب لأي سبب كان؛ لأنه سيضعف من شخصية الطفل، وقد يسبب له مشكلات نفسية في الوقت الحاضر أو المستقبل، وأيضاً سيظن الطفل أن الضرب والعنف تصرف صحيح وسيمارسه مع الآخرين؛ لأنه يقتدي بمعلمه». يحب جواد عصام (12 عاماً) المدرسة؛ لأنه يلتقي أصدقاءه كل صباح ويستمتعون سوياً: «أتمنى التنويع في الرياضات وتوعية الأطفال بثقافة المكتبة وأهميتها، وأن تكون هناك رحلات مدرسية؛ ليستمتع الطلاب ويتعلموا أيضاً». يقول عبدالإله زين العابدين (10 أعوام): «اشتقت إلى مدرستي وأصدقائي كثيراً؛ لذلك أشعر بالسعادة والحماسة، وعلى الطفل ألا يتضايق عند مواجهته الضغوط الدراسية؛ لأن ذلك سيطور من عقليته وقدراته على الإنجاز بشكل أكبر، ويجب على الأهالي أيضاً متابعة أطفالهم وواجباتهم بشكل مستمر؛ حتى لا يصعب أمر على الطفل»، ويتمنى أن تكون هناك غرفة للسينما بعرض الأفلام في المدرسة تصبح مثل المكافأة للفصل المميز أو المتفوق بالذهاب إليها ومشاهدة الأفلام.