واشنطن - أ ف ب - توصل فريق أبحاث دولي تقوده وزارة الزراعة الاميركية الى فك رموز الخريطة الجينية الكاملة للأبقار، في اطار دراسة تجرى للمرة الاولى على ماشية من فصيلة الثدييات. وتطلبت الدراسة ست سنوات من الجهود بمشاركة 300 عالم من 25 دولة. ويفترض ان تؤدي الى انتاج لحوم ومشتقات حليب عالية الجودة، وأن تساهم في فهم اعمق للخريطة الجينية البشرية. وتضم الخريطة الجينية البقرية (بوس توروس) حوالى 22 ألف جينة يتطابق 80 في المئة منها مع جينات البشر، علماً ان الخريطة الجينية البشرية تضم 30 ألف جينة. واكتشف علماء الوراثة أيضاً ان ترتيب الصبغيات البشرية أقرب الى الابقار منها الى الفئران او الجرذان، علماً ان هذه الاخيرة غالباً ما تستخدم في المختبرات كنموذج لدراسة الامراض والعلاجات لدى البشر. وأطلق على الدراسة اسم «مشروع تحديد التسلسل الجيني البقري»، ونشرت نتائجها في مجلة «ساينس» الاميركية التي صدرت أمس. واستخدمت في الدراسة ابقار من جنس «هيرفورد» الانكليزي الشائع في العالم كله، وهي متوسطة الحجم، ذات فرو بني وتربّى لإنتاج اللحوم. وقال وزير الزراعة الاميركي توم فلساك في بيان ان «تربية المواشي مهمة جداً في القطاع الزراعي، لا سيما مع قطعان تعد اكثر من 94 بليون رأس ماشية تقدر قيمتها ب49 بليون دولار». وأضاف : «تحديد التسلسل الجيني لدى الابقار سيسمح للعلماء بفهم الأسباب الجينية للأمراض التي تصيب الماشية. وسيصبح بالتالي في الامكان انتاج حليب ولحوم صحية والحد من اللجوء الى المضادات الحيوية للمحافظة على صحة المواشي». وأشار المدير الموقت للمعاهد الاميركية الوطنية للصحة (ان آي اش)، التي اشرفت على الدراسة وساهمت في تمويلها، راينارد كينغتن الى ان «هذه الدراسة تفتح نافذة على التسلسل الجيني البشري، لأن مقارنة الخريطة الجينية البشرية بأكبر عدد ممكن من انواع الحيوانات ستمكننا من فهم الآلية الجينية للأمراض في شكل أفضل».