تفتتح فرقة «الرقص المسرحي الحديث» التابعة لدار الأوبرا المصرية، عرض «نساء قاسم أمين» من تصميم وإخراج وليد عوني، مساء 14 شباط (فبراير) الجاري على مسرح الجمهورية حيث يستمر ثلاث ليال. ثم تنتقل الفرقة التي تُنتج هذا العمل على حسابها الخاص، الى مدينة الإسكندرية لتقديم عرضين مساء 23 و24 الشهر الجاري، على مسرح سيد درويش في دار أوبرا الإسكندرية. وعن الدافع وراء تنفيذ هذا العرض، يقول وليد عوني مؤسس الفرقة ومديرها إنه «يعود الى أفكار قاسم أمين المستنيرة لتحرير المرأة من الجمود الى حرية الرأي والاختيار». ويعتبر أن «أمين يرى أن النساء هن أساس كل شيء، من أجل إقامة مجتمع صالح، فعمِل على تحرير المرأة، واشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر لدفاعه عن المرأة. ودعا الى خروجها الى معترك العمل وإلمامها بشؤون الحياة، كما طالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها السياسية». ومن هنا تبلورت لدى عوني فكرة عرض «نساء قاسم أمين»، «باعتباره لا يشمل إظهار دفاعه عن المرأة وتحريرها فقط، بل تجسيد المتغيرات الأجتماعية والسياسية والدينية والثقافية مع نهاية القرن التاسع عشر الذي يشير إلى بداية الوعي السياسي ويتزامن مع ظهور علماء الإسلام، ومنهم رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني والكواكبي والشيخ محمد عبده وتلميذه قاسم أمين». ويضيف عوني: «ظهرت على الساحة في ذلك الوقت ملامح الثورة العرابية وأهدافها، ثم رائدا الإصلاح سعد زغلول ومصطفى كامل». ويتناول العرض رحلة اولئك الرواد الى أوروبا وعودتهم متأثرين بهذا العالم وحريته وثورته. ويوضح عوني أن «هؤلاء تركوا لنا إرثاً عظيماً، وأفكاراً دافعوا عنه حتى آخر لحظة في حياتهم... وهذا ما دفعني لتصميم العرض والذى استحضرته من فكرة الجدل والحراك الفكري لقاسم أمين دفاعاً عن امرأة كانت لا شيء، حمّلها حينذاك مسؤولية الأم والأمة والمستقبل». وتظهر فى العرض شخصيات نسائية جنباً إلى جنب مع شخصيات ذكرية ظهرت بقوة بين طيات القرن العشرين وأصبحت رموزاً على مسرح الحياة، وذلك «لإعادة ربط الآراء والمعاني والنظريات والنضال مع الذين جاؤوا بعد قاسم أمين مثل هدى شعراوي وصفية زغلول، والأميرة نازلي وغيرهن من النساء اللواتي دافعن عن قضية حيوية ومستقبل فهل تحققت أحلامهمن؟ الإجابة يقدمها العرض من خلال مزج الأحداث بالحركات التعبيرية والموسيقى وبراعة الراقصين».