مقديشو - أ ف ب، رويترز - طالب الشيخ حسن ضاهر عويس (أويس)، أحد كبار المسؤولين الإسلاميين الصوماليين الذي عاد الخميس إلى مقديشو بعد سنتين في المنفى في اريتريا، قوة الاتحاد الافريقي (أميسوم) بمغادرة البلاد، واصفاً اياها بأنها «جرثومة». وفي معرض حديثه أمام مئات الأشخاص في مقديشو أمس الجمعة، أكد عويس مجدداً أن مغادرة قوة «أميسوم» شرط مسبق لإجراء أي اتصال مع الحكومة الصومالية الانتقالية. وقال: «أدعو القوات الأجنبية إلى مغادرة بلادنا (...) لا شأن لها بها، وننظر إليها على انها جرثومة تعمل على انحراف أي عملية سلام قد ترغب الصومال المباشرة بها». وكرر القول: «لن تكون هناك محادثات مع الحكومة حتى مغادرة القوات الأجنبية». وقال عويس: «ندعو قوات الاتحاد الافريقي إلى الانسحاب من بلادنا والنجاة بحياتهم كما فعل الإثيوبيون. فمثلاً لو كنت مصابا ببكتيريا في جسدك كيف تشعر بالصحة.. وقوات الاتحاد الافريقي بكتيريا لأنها جاءت الى هنا في شكل غير قانوني. لم يأتوا الى هنا بناء على رغبة شعبنا أو تنفيذاً لارادة الله. لماذا يقتلون شعبنا؟ تعرفون أنهم عندما يطلق أحد النار عليهم فإنهم يردون باطلاق النار على المناطق المدنية. وبالتالي فإنهم مثل القوات الإثيوبية التي انسحبت من الصومال بعد مقاومة شديدة من مقاتلينا». وظهر عناصر من ميليشيات جماعتي «الشباب» و «حزب الإسلام» يحرسون المنطقة التي تحدث فيها عويس الذي تضعه الولاياتالمتحدة في قائمة الإرهابيين بزعم صلته ب «القاعدة». ومنذ انسحاب الجيش الإثيوبي الذي كان يدعم قوات الحكومة الانتقالية في كانون الثاني (يناير) الماضي، تبقى قوة «أميسوم» المنتشرة في مقديشو منذ آذار (مارس) 2007، القوة الأجنبية الوحيدة في الصومال. والشيخ عويس هو الرجل الأول سابقاً في «المحاكم الإسلامية» التي كانت تسيطر في النصف الثاني من العام 2006 على القسم الأكبر من جنوب الصومال ووسطه بما في ذلك مقديشو، قبل أن يُلحق الجيش الإثيوبي الهزيمة بها في بداية العام 2007. ولجأ القسم الأكبر من مسؤوليها الإسلاميين آنذاك إلى اريتريا حيث انشأوا في أيلول (سبتمبر) قاعدة للمعارضة اسموها «التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال». وفي تموز (يوليو) 2008، أعلن الشيخ عويس، وهو أحد مؤسسي التحالف، نفسه من جانب واحد زعيماً لهذا التحالف، معترضاً بذلك على زعيمه في تلك الفترة شيخ شريف شيخ أحمد الذي بدأ عملية مصالحة وطنية نظّمتها الأممالمتحدة وانتخب في نهاية كانون الثاني (يناير) رئيساً لهذا البلد الفقير في القرن الافريقي. على صعيد آخر، قال طبيب بلجيكي وممرض هولندي يعملان في مجال الاغاثة خطفهما مسلحون في الصومال قبل أيام، إنهما بخير. لكن الخاطفين رفعوا في الوقت نفسه الفدية التي يطلبونها في مقابل الافراج عنهما إلى أربعة ملايين دولار. وكان طبيب بلجيكي وممرض هولندي من طاقم منظمة «أطباء بلا حدود» خُطفا يوم الأحد بعدما أجريا دراسة عن التغذية في منطقة باكول في جنوب وسط الصومال. وقال الرهينة الهولندي في مكالمة هاتفية مقتضبة مع «رويترز»: «نحب بلدينا وعائلتينا وأصدقاءنا كثيراً ونتمنى أن نلتقي بهم قريباً. نحضهم على ايجاد حل عاجل لوضعنا الصعب». وقال زميله البلجيكي: «وضعنا صعب.. لكننا بخير الآن. أستطيع أن أقول فقط انهم يعاملوننا في شكل جيد.. دعوني أخبر أهلي بأنني بخير الآن». وطلبت منظمة أطباء بلا حدود عدم ذكر اسميهما. وأجبرت الهجمات التي تستهدف منظمات الاغاثة وعادة ما تلقى اللائمة فيها على ميليشيات العشائر أو المتمردين الإسلاميين، العديد من المنظمات الخيرية على تقليص عملياتها مما حدّ من قدرتها على المساعدة في حل أزمة انسانية تعتبر من أخطر الازمات في العالم. وطلب خاطفو الرهينتين الأوروبيين في بادئ الأمر فدية قدرها مليون دولار لإطلاقهما. لكن رجلاً يصف نفسه بأنه زعيم العصابة قال إن اسمه نور أوضح ل «رويترز» أن الخاطفين يطلبون الآن أربعة ملايين دولار. وأضاف عبر الهاتف: «لسنا خائفين من أي جماعة». وتعهد متمردو حركة «الشباب» الإسلامية المتشددة التي تسيطر على المنطقة حيث وقعت عملية الخطف بانقاذ الرهينتين بالقوة اذا فشلت المفاوضات.