أوقف مركز شرطة صفوى (محافظة القطيف) أخيراً، اثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، على خلفية ضرب وتصوير مصاب من الفئة نفسها، قبل نحو شهر في أحد المساجد، لكن الشرطة أفرجت عن المصور، فيما لا يزال الضارب في التوقيف، وجميعهم يعانون من تخلف عقلي، فيما يحمل المضروب متلازمة «داون». وكان مقطع فيديو لشجار بين اثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة في أحد مساجد صفوى، حقق انتشاراً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، ما دعا وزارة الشؤون الاجتماعية إلى إصدار بيان، وخصوصاً بعد ما أثير حول أن الحادثة وقعت في أحد المراكز التابعة للوزارة. فيما سبق بيان الوزارة، بيان أصدره المسجد، أوضح من خلاله ملابسات الحادثة. وأكد والد المصور في حديثه ل«الحياة»، أن ابنه حقاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومسجل في وزارة الشؤون الاجتماعية، ولديه ما يثبت، متسائلاً: «كيف يتم توقيفه والتحقيق معه؟». وأفاد بأن ابنه تم توقيفه يوم الأحد الماضي، وحققت معه شرطة صفوى، مؤكداً أنه حاول التفاهم معهم، وإخراجه بكفالة، على رغم شرحه للشرطة ظرفه الصحي كاملاً بالوثائق التي تؤكد حالته، إلا أنه مثلما قال: «تمت إحالته أول من أمس إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وهناك تقرر حبسه، لعدم اكتمال الأوراق، وتجدد حبسه لثلاثة أيام صباح (الإثنين)، ونجحت المحاولات للإفراج عنه بكفالة». وحول وضع ابنه الصحي، ذكر أنه يعاني من «شبه انعدام في السمع والبصر، نتيجة إصابته بالحمى الشوكية في صغره، إضافة إلى التخلف العقلي، وهذا ما يجعله غير مدرك لما يفعل أو يقول، لأنه ناقص الأهلية، ولدي كل ما يؤكد ذلك». وعلمت «الحياة» أن المعتدي في الفيديو تم توقيفه هو الآخر، إلا أنه لم يفرج عنه، حتى وإن كان من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولدى سؤال «الحياة» شرطة المنطقة الشرقية عن ملابسات القضية، أكدت الحادثة وطالبت بعدم نشر أسماء الموقوفين. وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية أكدت أنها تابعت مقطع الفيديو المصور، مشيرة إلى أن الحادثة لم تقع في أحد المراكز أو المقار التابعة لها، وأنها حدثت في أحد المساجد. ولفتت إلى أنه تم في حينه اتخاذ الإجراءات النظامية لدى الجهات المختصة، وإبلاغهم بأن المعتدي ومصور الحادثة من ذوي الاحتياجات الخاصة. بدورها، طالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ب«معاقبة من قام بالاعتداء بالضرب على المريض بالطريقة الوحشية، ومعرفة الدافع لقيامه بهذه الفعلة، ومعاقبة من قام بتصوير الواقعة، وواصل التصوير والضحك بطريقة استفزازية»، بيد أنها أشارت في وقت لاحق إلى أنها لم تكن تعلم بأن الثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعانون من تخلف عقلي.