كشف خبراء أميركيون في مجال مكافحة الإرهاب أن تنظيم القاعدة الذي أنهكته الهجمات الصاروخية التي تشنها طائرات أميركية بلا طيار، تحوّل إلى عمليات أصغر يصعب اكتشافها. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن خبراء في مجال مكافحة الإرهاب أن الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار ساهمت في ملاحقة قادة التنظيم وقتل البعض منهم، ومنعه من تنظيم هجمات تهدف إلى إسقاط أعداد كبيرة من الضحايا. غير أن تنظيم القاعدة بات يظهر قدرته على اختراق الاجراءات الامنية الاميركية في عقر دار الولاياتالمتحدة، وقد اثبت ذلك في حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود العسكرية في تشرين الثاني'نوفمبر الماضي ،ومحاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة ركاب أميركية متوجهة من أمستردام إلى ديترويت. وقال الخبراء إن الجهود التي تبذلها القاعدة والتي وصفوها ب"التقنية المنخفضة"، رفعت مستوى الخوف في الولاياتالمتحدة في وقت يسعى فيه التنظيم إلى تحقيق نصر. ونقلت الصحيفة عن آندي جونسون، مدير الموظفين السابق في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ،ومدير الأمن القومي في مؤسسة أبحاث "ثيرد واي" في واشنطن قوله "إن الشرك يضيق وقيادة القاعدة تسرّع جهودها التي كانت قد أعدتها على أي حال". وأشار إلى أن الهجمات ضد تنظيم القاعدة في باكستان والعراق دفعت بقادتها إلى الانتقال إلى أماكن وملاجئ أخرى مثل اليمن للبحث عن نقاط ضعف في أنظمة الدفاع الغربية. وقد حذر المسؤولون الأمنيون من قدرة القاعدة على التأقلم مع الظروف المتغيرة مثل اعتماد عميل واحد واستخدام متفجرات تقليدية. من جهته، قال مدير الاستخبارات الوطنية دنيس بلير إن تكتيكات القاعدة الجديدة قد تكون "أقل إذهالاً" غير أنه من الصعب اكتشافها وإعاقتها، وقال إن وكالة الاستخبارات قلقة من ان بعض الأميركيين قد يسافرون إلى الخارج للخضوع إلى التدريب ثم يعودون إلى الولاياتالمتحدة ويقوموا بهجمات "إرهابية".