كتب النجم السعودي أحمد الفريدي (21) عاماً شهادة ميلاده الكروية في الموسم الرياضي الماضي، وتألق في شكل لافت للأنظار وسحب بساط الأضواء والنجومية من بقية اللاعبين الشبان، واستحق أن يحصل على لقب أفضل لاعب شاب واعد ينتظره مستقبل كروي باهر، واقتحم الفريدي قائمة «الأخضر» وشارك معه في بعض الاستحقاقات الرياضية على صعيد التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 التي ستقام في جنوب أفريقيا، قاد من خلالها اللاعب منتخب بلاده لتحقيق انتصار غالٍ على الإمارات بعد إحرازه الهدف الثاني، ثم لعب في «خليجي 19» التي أقيمت في مسقط وبرز في شكل لافت وأسهم في تأهل «الأخضر» إلى نهائي البطولة عقب تسجيله هدف اللقاء الوحيد في شباك المنتخب الكويتي في الدور نصف النهائي من البطولة. ولم يكن الفريدي في الأسابيع الماضية على طبيعته الأدائية التي تعرفه بها الجماهير السعودية عموماً والهلالية خصوصاً، وعانى اللاعب كثيراً بعد رحيل مكتشفه المدرب الروماني كوزمين أولاريو، وظل حبيساً لدكة البدلاء احتياطياً للرباعي الأجنبي التايب وويلهامسون ورادوي وسول، واقتصرت مشاركته على دقائق عدة من كل لقاء، حتى جاء لقاء الاتحاد الأخير في دوري المحترفين السعودي عندما زجّ به المدرب البلجيكي ليكنز بدلاً من التايب في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول، وأبدع الفريدي كثيراً وأعاد توهجه الأدائي ولمساته السحرية ولمحاته المهارية، ما أثار إعجاب مدربه الذي قرر الاعتماد على الشاب الموهوب أساسياً في لقاء النصر ضمن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ تعرّض اللاعب الواعد إلى إصابة قوية مؤلمة في الدقائق الأولى من اللاعب ريان بلال، عبارة عن كسر في عظمة الساق، جعلته يغادر الملعب إلى المستشفى مباشرة ويخضع لمشرط الجراحين لتثبيت العظمة بواسطة الشرائح المعدنية، ما سيبعده عن الملاعب الرياضية حتى نهاية الموسم الحالي، ليخسر ناديه ومنتخب بلاده خدماته في المنافسات الكروية المقبلة. ويمتلك الفريدي موهبة كروية رائعة فرضت حضورها القوي على كل المدربين سواءً في ناديه الهلال أم في المنتخب السعودي، ويعتبر الموهوب الصغير من أبرز وأميز اللاعبين الشبان الذين قدمتهم الميادين الكروية السعودية في الأعوام الأخيرة، ويلقب الفريدي بالفيلسوف الصغير نظراً إلى مهاراته الفنية ولمساته الإبداعية وتمريراته الذكية، ويلبس قميص النجم الجماهيري الشهير يوسف الثنيان الذي يحمل الرقم (15) في ناديه والمنتخب السعودي. وبدأت الحياة الكروية للفريدي المولود في 29 كانون الثاني (يناير) 1988 من ملاعب المدينةالمنورة، إذ لعب لنادي الأنصار في بداية مشواره الكروي، قبل أن يغادر إلى المنتخبات الوطنية السنية، لتصطاده أعين الهلاليين الذين سارعوا لضمه إلى صفوف فريقهم وأسهموا في صقل موهبته الكروية عبر رحلة مكوكية لتعلّم فنون الكرة إلى البرازيل، فظهرت ملامح نجاحها سريعاً بتألق اللاعب وحضوره المبهر مع فريق شباب الهلال، ليقرر المدرب الروماني كوزمين أولاريو اختياره للفريق الأول اعتباراً من العام الماضي، ومن يومها واللاعب يثبت جدارته ويواصل إبداعه وإسهامه في تحقيق فريقه بعض البطولات والإنجازات المحلية والألقاب الذهبية.