تحولت «أربعائية السلمية» في محافظة الخرج إلى وجهة ثقافية وأدبية واجتماعية لعدد كبير من مسؤولي الإدارات الحكومية والمثقفين والتربويين والاجتماعيين في المحافظة، لطرح أفكارهم وآرائهم، وتقديم الدورات والندوات لضيوفها، لكنها تفتقر إلى مقرٍ حكومي. وتفتح الديوانية أبوابها يومياً لاستقبال زوارها الذين ينتمون إلى مختلف الأعمار والفئات، ويقضون وقتهم في تعزيز التواصل وتبادل الأحاديث الهادفة، في الوقت الذي تعد فيه «ديوانية السلمية» أحد المشاريع المندرجة من مركز لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في السلمية، التي وافقت عليها وزارة الشؤون الاجتماعية وتفعيلها قبل خمسة أعوام، بمبادرة من أحد أبناء السلمية (محمد الهندي)، كما يندرج منها مركز التدريب النسائي وروضة أطفال. وتقدم الديوانية عدداً من الفعاليات المنوعة لأفراد الأسرة، ومنها حملة «السلمية نبيها أنظف» ومهرجان «ربيع الخرج» وبرنامج «أفضل منشد» و«توظيف الشباب» و«أفضل فيلم تربوي» و«ورشة عمل فنانين تشكيليين» ودوري البلايستيشن وتنس الطاولة وكرة القدم، إضافة إلى دورات القدرات لتأهيل طلاب الثانوية العامة، وجميعها تكفلت لجنة التنمية بتنفيذها لمصلحة أبنائها، في حين تمثلت مشاريعها الرمضانية ب«تفطير صائم» و«ناد رمضاني» ومسابقات ترفيهية وأسرية وتجهيز المصليات. ولم تقتصر البرامج والفعاليات على القسم الذكوري فقط، بل كان لمركز التدريب النسائي التابع للجنة عدد من الأنشطة والانجازات منها زيارة المرضى في مستشفى الملك خالد، وتفعيل إقامة الدورات مثل الحاسب الآلي ودورات تطويرية، ومحاضرات وندوات أسرية اجتماعية ودينية، وحفل تخريج أطفال الروضة، إضافة إلى دعم برنامج الأسر المنتجة ومساعدتها. وقال رئيس مجلس إدارة لجنة التنمية الأهلية الاجتماعية في السلمية في دورتها الثانية خالد النويصر: «تكمن رؤية اللجنة بأن تكون رائدة في العمل الاجتماعي التطوعي وهي تسعى إلى تنمية المجتمع المحلي من خلال عدد من البرامج والفعاليات والأنشطة، وتعد الديوانية أحد مشاريع اللجنة». وأضاف: «نسعى عادة للتجديد في العطاء وتهيئة الشباب وحثهم على العمل التطوعي وتقديمهم برامج مختلفة، بما في ذلك توزيع استبانات على الأهالي لأخذ أرائهم بعين الاعتبار»، مشيراً إلى ضم اللجنة 11 عضواً من بينهم رئيس مجلس الإدارة ونائب الرئيس وأمين الصندوق. وذكر أن الديوانية نفتقر إلى مقرات حكومية مهيأة ومجهزة لعمل البرامج بدلاً من أخرى مستأجرة، مطالباً وزارة الشؤون الاجتماعية توفيرها. ولفت إلى دعم أهالي البلدة للجنة، من خلال تبرعهم بإيجار مواقع مشاريع اللجنة بما فيها اللجنة ذاتها لبضعة أشهر، إلا أن الأمر يستوجب مقرات حكومية دائمة تشمل صالات مهيئة لإقامة فعالياتها، «لم يتأخر الأهالي في تجهيز وتأثيث روضة الأطفال من جيوبهم، وبما أن الوزارة تتباين فيها نسبة دعمها للجنة وفقاً للفئة التي تتبعها والدعم المتبقي اللازم يتكفل به الأهالي». وطالب الجهات ذات العلاقة بمضاعفة توعية المجتمع بأهمية العمل التطوعي، بقوله: «نسبة المتطوعين لم تصل بعد للطموح الذي نأمله، ما يستوجب تضمين المناهج الدراسية أهمية العمل التطوعي».