إسلام آباد - يو بي أي - جدّد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني التأكيد أن السلاح النووي لبلاده في أيادٍ أمينة، في وقت أمرت حركة «طالبان باكستان» مقاتليها بالانسحاب من منطقة بونير القبلية (شمال غربي) التي تبعد مسافة مئة كيلومتر من العاصمة إسلام آباد، ما أثار مخاوف الولاياتالمتحدة واسلام اباد معاً من استيلاء الاسلاميين عليها. ونقلت وسائل إعلام باكستانية عن جيلاني قوله في كلمة القاها أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) ان «القوات المسلحة مؤهلة إلى حد كبير، ومستعدة لتلبية نداء الدفاع عن البلاد إذا استدعى الامر ذلك»، ووصفها بأنها «أفضل قوات مسلحة في العالم تعمل في ظل حكومة مدنية»، علماً ان اسلام اباد قررت اول من امس ارسال المئات من افراد القوات شبه العسكرية لصد تقدم مقاتلي الحركة شمال غربي البلاد. وأضاف: «إذا حاول أحد تحدي سلطة الحكومة فسنرد»، معتبراً مسألة الدفاع عن البلاد «في أيادٍ قوية » و «كذلك البرنامج النووي الباكستاني». ولمح إلى إمكان عقد مؤتمر وطني حول الإرهاب والتطرّف بمشاركة كل الأحزاب الباكستانية، من اجل وضع سياسة وطنية لمحاربة التهديد الإرهابي الذي يواجه البلاد. وبعد إخفاق باكستان في القضاء بالقوة العسكرية على «طالبان»، وافق الرئيس آصف علي زرداري الأسبوع الماضي على تطبيق الشريعة الاسلامية في اقليم وادي سوات على رغم انتقاد دول غربية وقوى ليبرالية وجماعات لحقوق الإنسان في باكستان، الإذعان لسلطة «طالبان» ما يمثل «خطراً» على الدولة. وكانت الولاياتالمتحدة ابدت قلقها العميق اول من امس من تقدم «طالبان» في باكستان، مؤكدة ان المسألة تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام الرئيس باراك اوباما. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس: «اعتقد ان الانباء الواردة في الايام الاخيرة تثير القلق، خصوصاً ان ما يحدث في باكستانوافغانستان يشكل محوراً في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس اوباما». ودعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس السلطات الباكستانية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة خطر تقدم «طالبان». وقال: « من المهم الّا يكتفي المسؤولون الباكستانيون بالاعتراف بتهديد طالبان، بل ان يتخذوا الإجراءات اللازمة لمواجهته، علماً ان استقرار ودوام حكومة ديموقراطية في باكستان اساسي لجهود التحالف الدولي في افغانستان، ولشراكتنا المقبلة مع اسلام اباد». على صعيد آخر، قتل ستة أشخاص وجرح 10 آخرون إثر تجدد الاشتباكات الطائفية في منطقة كوروم القبلية (شمال غرب). واشارت الشرطة الى أن مسلحين مجهولين فتحوا النار عشوائياً في منطقة كوروم المحاذية للحدود مع افغانستان، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، ثم عمت الاضطرابات المنطقة نتيجة تجدد الاشتباكات الطائفية. وأفاد سكان بأن الاشتباكات الطائفية قد تهدف إلى منع انطلاق العملية العسكرية الكبيرة التي من المقرر أن تنفذها القوات الباكستانية في 24 الشهر الجاري، علماً ان منطقة كوروم شهدت اخيراً أعمال عنف طائفية بين قبائل سنيّة وأخرى شيعية أدّت إلى سقوط عشرات القتلى.