أثار التقرير الذي قدمته الحكومة الفلسطينية المقالة الى الاممالمتحدة في شأن التحقيق في الانتهاكات خلال الحرب على غزة، وتحديداً اعتذارها عن قتل مدنيين اسرائيليين، الكثير من البلبلة، اذ طالبتها حركة «فتح»، بعد اعتذارها لاسرائيل، بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن قتل المئات خلال «انقلابها الدموي» العام 2007، في حين سعت الحكومة المقالة الى النأي بنفسها عن الاعتذار، وأشارت الى تفسيرات خاطئة لما ورد في التقرير، مؤكدة انه حمل الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية، كما دعت الى التفريق بين مواقفها ومواقف «حماس». في غضون ذلك، واصل الرئيس محمود عباس مشاوراته العربية. وقال في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة انه التقى وفداً اميركياً اول من امس، كما عقد لقاء ثلاثياً مصرياً - اردنياً - فلسطينياً للتشاور في اقتراح المبعوث الاميركي جورج ميتشل رعاية مفاوضات غير مباشرة بين السلطة واسرائيل. واضاف: «سألنا الجانب الاميركي بعض الاسئلة، وسيعود الينا، وكل هذا سيناقش في اطار عربي مشترك، وعندما يأتي الجواب سنعلن موقفنا». وتمسك بوقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات وبمرجعية واضحة. وفي موضوع المصالحة، جدد عباس تأكيده ان هذا الملف سيبقى مع مصر ولن يقبل بنقله الى اي جهة، كما رفض ادخال اي تعديل على الورقة المصرية، وقال انه سيلتقي رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل فور التوقيع عليها. من جانبها، دافعت حكومة «حماس» المقالة امس عن موقفها الوارد في التقرير الذي قدمته الى الاممالمتحدة الخاص بتوصيات تقرير لجنة غولستون في شأن التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان خلال الحرب على غزة، نافية ان تكون اعتذرت في التقرير عن مقتل مدنيين اسرائيليين. وكانت وكالة «رويترز» نشرت مقتطفات من رد «حماس» الوارد في التقرير جاء فيه: «نأسف لما يكون قد اصاب اي مدني اسرائيلي»، مضيفة: «نأمل في ان يتفهم المدنيون الاسرائيليون ان الاستهداف المستمر لنا من جانب حكومتهم هو الاساس ونقطة البداية». واضاف بعد ان عدد مظالم الفلسطينيين، ان المقاومة الفلسطينية «ليست جيشاً يملك اسلحة متطورة تقنياً، اذا قد تستهدف موقعاً عسكرياً او مربض مدفعية، فتنحرف النار قليلا او كثيرا، وتقع قرب موقع مدني، رغم الاجتهاد الكبير لعدم وقوع اصابات في المدنيين». غير ان وزير العدل في الحكومة المقالة محمد فرج الغول شدد في تصريح امس: «لم يكن هناك اي اعتذار»، مضيفا ان «بعض الكلمات او العبارات انتزع من سياقه»، وقال: «تم تحميل المسؤولية للاحتلال الاسرائيلي في اي ادعاءات عن اي اصابات في صفوف المدنيين، لانه هو الذي ارتكب العدوان ونفذ المحرقة»، في اشارة الى الحرب. وتابع ان «اي ادعاء باصابة مدنيين اسرائيليين هذا يعوزه الدليل والاثبات». واستغربت «فتح» من «موقف حماس الذي تعتذر من خلاله لاسرائيل بسبب مقتل المدنيين الاسرائيليين في حين ترفض الاعتذار للشعب الفلسطيني على ما ارتكبته من جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وقتلها المئات من ابناء فتح وجرح واعاقة مئات آخرين خلال انقلابها الدموي في القطاع وبعده»، وما ادى اليه من «انقسام خطير الحق افدح الاضرار بالقضية الفلسطينية».