شارك إمبراطور اليابان أكيهيتو ورئيس الوزراء شينزو آبي في إحياء الذكرى السبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية في مزار بودوكان أمس. وأبدى أكيهيتو أمام حوالى 7 آلاف من قدامى المحاربين والأرامل وأسرهم، «ندمه العميق» لأحداث الحرب، في تغيير عن مضمون النص السنوي الذي يلقيه، ما قد يعتبر توبيخاً غير مباشر لرئيس الوزراء الذي ألقى أول من أمس خطاباً أقل ميلاً للاعتذار عن ماضي اليابان، ما جعله يواجه انتقادات من الصينوكوريا الجنوبية. وقال أكيهيتو (81 سنة) خلال مراسم تأبين في ذكرى يوم إعلان والده الإمبراطور هوريهوتو هزيمة اليابان: «بالتفكير في ماضينا وفي الندم العميق على الحرب الأخيرة أتمنى من كل قلبي ألا تتكرر ويلات الحرب». وتابع: «أقدم مع شعبنا تعازيَّ الحارة لجميع من فقدوا حياتهم في الحرب سواء في ساحات المعارك أو غيرها، وأصلي للسلام العالمي ولاستمرار نمو بلادنا». ويدعو أكيهيتو غالباً لعدم نسيان المعاناة بسبب الحرب، ويحاول الترويج للمصالحة مع دول آسيوية. وهو أبدى أسفه مرات لكن ليس خلال الخطاب السنوي، علماً أن الدستور يحظر اضطلاع الإمبراطور بأي دور سياسي، ما يحتم صوغه عباراته بعناية. وفيما لم يزر الإمبراطور أكيهيتو يوماً معبد ياسوكوني الذي يضم رفات جنود قتلوا في معارك إلى جانب 14 ضابطاً أدانهم الحلفاء كمجرمي حرب، توجهت الوزيرة المكلفة شؤون المرأة هاروكو أريمورا ووزيرة الشؤون الداخلية والاتصال ساناي تاكايشي والوزيرة المكلفة شؤون المحيطات والكوارث إريكو ياماتاني إلى المزار. أما آبي، فاكتفى بإرسال إكليل إلى المزار، علماً أن زيارته الأخيرة للمعبد في نهاية 2013 أغضبت بكينوسيول، اللتين تعتبران المعبد رمزاً للماضي الاستعماري للأرخبيل، وكذلك انتقادات من واشنطن. وغداة إعلان آبي أن الأجيال التي لم تشارك في الصراع لا يجب أن تتحمل عبء الاستمرار في الاعتذار عن أخطاء الماضي، طالبت بكين بأن تقدم طوكيو «اعتذاراً صريحاً عن الاعتداءات التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية، وتندد بالعدوانية والعسكرة وتتحمل مسؤوليتها في هذه الحروب». وأجمعت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، على أن آبي رفض الاعتراف بأعمال اليابان خلال الحرب، لكنها أكدت أن هذا الأمر لن يؤثر كثيراً في العلاقات بين القوتين الآسيويتين. دانت كوريا الشمالية بلهجة أشد تصريحات آبي، ووصفتها بأنها «مهزلة لن يغفرها الشعب الكوري». وقال وزير الخارجية الكوري الشمالي: «لم أرَ في هذه التصريحات اعترافاً واعتذارات صادقة عن الجرائم الوحشية والأضرار التي لا تحصى التي ارتكبتها اليابان». أما رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هي، فرأت أن خطاب آبي «مخيّب، ولم يلبِّ آمالاً كثيرة». وأضافت أن «طوكيو يجب أن تتخذ إجراءات جدّية لكسب ثقة جيرانها»، مؤكدة ضرورة أن تسوية الحكومة اليابانية في أسرع وقت مشكلة النساء الآسيويات اللواتي خضعن للاستعباد الجنسي لدى العسكريين اليابانيين خلال الحرب. ونظم نشطاء في كوريا الجنوبية تظاهرة مناهضة لليابان في سيول اعتراضاً على تصريحات آبي الذي أحرقوا صوره. وقال بارك تشان سونج الذي قاد الاحتجاج: «يُنكر رئيس الوزراء الياباني التاريخ ويسوِّق الحجج كما يخدع المجتمع الدولي، لذا نحن ندين سلوك اليابان». في المقابل، أكدت الفيليبين أنها بنت «صداقة متينة» مع عدو الماضي. وقال وزير الخارجية الفيليبيني ألبرت ديل روزاريو: «عملت اليابان برأفة منذ انتهاء الحرب». وما زالت قضية التوسع العسكري لليابان بين 1910 و1945 تسمم علاقات طوكيو مع جاراتها التي ترصد في كل مناسبة تصريحات وتحركات السياسيين اليابانيين.