زارت الوزيرة المكلفة في شؤون المرأة هاروكو اريمورا في حكومة رئيس الوزراء الياباني القومي شينزو آبي اليوم (السبت) معبد ياسوكوني في طوكيو الذي يكرم ذكرى العسكريين اليابانيين وتعتبره بكين وسيول رمزا للماضي الاستعماري لليابان. ودخلت هاروكو قرابة الساعة العاشرة (1 تغ) الى المعبد الواقع في وسط العاصمة في حين ينتظر ان يحذو حذوها عشرات السياسيين الآخرين لإحياء الذكرى السبعين لاستسلام اليابان. وبحسب وسائل الاعلام اليابانية فإن آبي لن تزور المعبد السبت لكنه وعلى جاري عادته في كل مناسبة مماثلة سيقدم الى المعبد الشنتوي تقدمة هي عبارة عن شجرة "ماساكامي" المقدسة. وكان آبي زار شخصياً هذا المعبد في كانون الاول(ديسمبر) 2013 في الذكرى الاولى لعودته الى السلطة. وكانت تلك الزيارة الأولى لرئيس حكومة ياباني الى المعبد منذ العام 2006 واثارت استياء بكين وسيول اللتين تتنازعان ايضا مع طوكيو السيادة على مناطق حدودية. لكن آبي لم يعد منذ تلك الكرة واكتفى في المناسبات التالية بتقدمة "الشجرة المقدسة". ويكرم معبد ياسوكوني ذكرى 2,5 مليون عسكري ياباني قتلوا في سبيل وطنهم، بينهم 14 من مجرمي الحرب الذين دانتهم محاكم الحلفاء بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. وفي كل المهرجانات الفصلية يزور هذا المعبد قسم من النواب والشيوخ اليابانيين، غالبا من المنضوين في الأحزاب اليمينية، كما يزورونه يوم 15 آب(اغسطس) في ذكرى استسلام اليابان في 1945. وتنظر كوريا الجنوبية والصين الى هذا المعبد على انه رمز للتوسع العسكري الياباني الذي كانتا من ابرز ضحاياه، فالاولى لا تنسى الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية خلال استعمارها شبه الجزيرة الكورية (1910-1945) والثانية لا تنسى ما عانته من احتلال القوات اليابانية لجزء من اراضيها. وكان آبي اعرب (الجمعة) عن اسفه العميق لضحايا الحرب العالمية الثانية، قائلاً ان "الاعتذارات التي قدمتها بلاده في السابق "ثابتة" لكنه اكد ان الاجيال المقبلة يجب ان لا تكون محكومة بتقديم اعتذارات عن ماضي بلادها العسكري، ما اثار غضب بكين وبيونغ يانغ". وفي كلمة في الذكرى السبعين لاستسلام اليابان في ختام الحرب العالمية الثانية تابعتها الدول المجاورة بدقة، بدأ آبي وكأنه يسير على خيط رفيع بين الندم بشأن عدوان اليابان خلال الحرب، والتركيز على ما فعله بلده المسالم منذ انتهاء النزاع.