تجدد التوتر بين اليابان وكوريا الجنوبية بسبب النزاعات الإقليمية والخلافات حول ماضي اليابان في الحرب العالمية الثانية. يأتي ذلك في وقت أحيت فيه اليابان الذكرى السابعة والستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية التي وافقت امس الأربعاء . وقد أثارت زيارة قام بها وزيران في الحكومة اليابانية إلى ضريح ياسوكوني المثير للجدل في طوكيو، احتجاج كوريا الجنوبية التي تعتبر الضريح رمزا لما وصفته بالماضي الإمبريالي الياباني. وكان رئيس لجنة الأمن العام القومي جين ماتسوبارا ووزير الأراضي يوئيتشيرو هاتا قد قاما بزيارة الضريح في ذكرى نهاية الحرب، وهي الزيارة الأولى لوزير من الحزب الديمقراطي الحاكم في اليابان منذ تولي الحزب السلطة قبل ثلاث سنوات. وكان رئيس الوزراء الياباني أعلن أن وزراء حكومته سيمتنعون عن القيام بزيارات رسمية للضريح أخذا بعين الاعتبار العلاقات الدولية وعوامل أخرى. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤول في الخارجية قوله: “إننا نعتبر ذلك أمراً مؤسفاً حقا"، واصفا هذه الزيارة بأنها “عمل غير مسؤول لا يأخذ بالاعتبار مشاعر شعوب البلدان التي عانت في ظل الإمبريالية اليابانية في الماضي". وفي نفس السياق، قال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك إنه لا بد أن يقدم الإمبراطور الياباني اعتذارا عن الحكم الاستعماري الياباني الماضي لشبه الجزيرة الكورية إذا كان يرغب في زيارة كوريا الجنوبية، وهو ما أثار غضب طوكيو التي بعثت برسالة إلى سول احتجاجا على هذا التصريح. وقال وزير الخارجية الياباني كويشيرو جيمبا إنه لا يفهم سبب إدلاء الرئيس الكوري بمثل هذا التصريح، وأضاف: “إنه من الصعب فهم لماذا قال الرئيس لي ميونج مثل هذا الكلام، إنه لأمر مؤسف حقا". كما أثار لي غضبا شديدا لدى طوكيو يوم الجمعة الماضي عندما زار مجموعة من الجزر المتنازع عليها يطلق عليها باليابانية تاكيشيما وبالكورية الجنوبية دوكدو. وهذه الجزر خاضعة لسيطرة سول لكن اليابان تزعم أيضا أحقيتها في ملكيتها. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني إن قرابة ستة آلاف شخص حضروا الاحتفال الذي رعته الحكومة في طوكيو لإحياء ذكرى وفاة أكثر من ثلاثة ملايين ياباني في الحرب التي انتهت في العام 1945. وقال رئيس الحكومة يوشيهيكو نودا في الاحتفال إن سلام اليابان وازدهارها اليوم يعتمد على تضحية الشعب في هذه الحرب. وأشار إلى أن على المواطنين اليابانيين العمل من أجل إحياء بلدهم عبر بذل الجهود لإعادة المجتمعات التي دمرت بفعل الزلزال الذي ضرب البلاد في مارس من العام الفائت. وقال نودا إن العدوان الياباني أثناء الحرب “تسبب في إلحاق قدر كبير من الضرر والألم للناس في دول كثيرة وخاصة البلاد الآسيوية . مضيفا “إنني أعرب عن الندم الشديد وأقدم مواساتي للضحايا وأقربائهم". وبدوره، قال الإمبراطور الياباني أكيهيتو إنه يأمل عدم تكرار الحرب، داعياً إلى تحقيق السلام في العالم والازدهار في اليابان.