تضاربت الأنباء في العراق حول معلومات تحدثت عن خطف «عصائب أهل الحق» الشيعية ضابطاً أميركياً في بغداد فيما أكدت «العصائب» انها لا تزال تحتفظ بجثة الرهينة البريطاني الخامس لديها، مطالبة بضمانات لحسم ملف الرهائن عبر آلية يتفق عليها لإطلاق المعتقلين في السجون الأميركية والعراقية. وكانت تقارير اعلامية ذكرت ان «عصائب اهل الحق» خطفت ضابط اًميركياً الأسبوع الماضي من منطقة الكرخ في بغداد، بعد نشر شريط مصور على احد المواقع الإلكترونية يظهر فيه الضابط ويدعو حكومة بلده الى العمل على اطلاقه، فيما لم تؤكد القوات الأميركية ولا الحكومة العراقية هذه المعلومات. ورفض الشيخ جاسم الساعدي، عضو لجنة التحاور مع الحكومة العراقية عن «العصائب» في اتصال مع «الحياة» التعليق على خبر خطف الأميركي مشيراً الى انه «حتى هذه اللحظة لا املك اية معلومات عن الموضوع»، إلا انه اكد ان منظمته «لا تزال تحتفظ بجثة الرهينة البريطاني الخامس» وكشف ان الخلافات مع الحكومة «ادت الى تأخر تسليم الجثة». وكانت وزارة الدفاع الأميركية اعلنت في بيان ان «عيسى سلومي (60 سنة) المتحدر من ولاية كاليفورنيا، فقد منذ 23 كانون الثاني (يناير) عندما شوهد للمرة الأخيرة في بغداد، حيث يعمل لمصلحة القوات الأميركية». وأضاف البيان ان «الجهود متواصلة من اجل تحريره». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الرجل الذي كان يلبس زي الجيش الأميركي، كما جاء في الشريط «أود في البداية ان ارسل تحياتي الطيبة الى كل افراد عائلتي بخاصة زوجتي العزيزة وأبنائي وأصدقائي، وأناشد الحكومة الأميركية ان تستجيب مطالب المقاومة الإسلامية الشيعية في العراق». ودعا واشنطن الى «اطلاق سراح المعتقلين المقاومين للاحتلال الذين لم تتلطخ ايديهم بقتل العراقيين الأبرياء»، وإلى «محاكمة موظفي شركة بلاك ووتر التي ارتكبت جرائم ضد الشعب العراقي وإرجاع حقوق ذويهم وتحقيق العدالة من خلال معاقبة الجناة الذين قاموا بهذه الجرائم». وعلقت خلف الرجل الذين لم يكشف اسمه، لافتة سوداء كتبت عليها عبارة «المقاومة الإسلامية - عصائب اهل الحق من العراق»، وحملت اللافتة توقيع «كتيبة الإمام علي الهادي». وأشار الساعدي الى مخاوف لدى الجماعة «بعد اعتقال الحاج مهدي والحاج جواد (قياديين في المجموعة) اخيراً تتمثل بانعدام الثقة بالأجهزة الأمنية وعدم استقلالية القضاء العراقي» لافتاً الى انه «مخترق من قبل البعثيين وتنظيم القاعدة». وحول ماهية الخلافات قال الساعدي: «طالبنا الحكومة بإطلاق 20 معتقلاً لديها بغض النظر عن التهم الموجهة اليهم و35 آخرين لدى الجانب الأميركي بالإضافة الى حسم ملفات 300 سجين لدى الحكومة العراقية عبر لجنة شكلت لهذا الغرض». وزاد «اعترضنا على سوء معاملة المعتقلين (...) يجب التعامل مع المعتقلين وقضاياهم وفق مشروع وثوابت المصالحة الوطنية» وتابع «اما الحكومة وفي آخر لقاء معنا فنقلت شروط رئيس الوزراء نوري المالكي تسليم جثة الرهينة البريطاني الخامس مقابل الاستمرار في تنفيذ ما اتفق عليه حول المعتقلين بحجة ان الشيخ قيس الخزعلي وعدها بتسليم البريطاني بعد اسبوع من اطلاقه» موضحاً ان «العصائب لم تعد بذلك احداً». وتابع ان «الحكومة تدعي انها احرجت لعدم تسليم جثة الرهينة الخامس في وقت كان عليها ان تحرج امام العراقيين وعائلات مئات المعتقلين لديها من دون ذنب سوى مقاومة المحتل». ونقلت «فرانس برس» عن سلام المالكي احد قادة «العصائب» وعضو لجنة الحوار مع الحكومة في 27 كانون الثاني الماضي ان «قيادة العصائب تفكر في الغاء الاتفاق مع الحكومة بسبب عدم التزامها الاتفاق معنا، لأنها لم تطلق المعتقلين وما زال هناك كثير من عناصر العصائب رهن الاعتقال». وأضاف المالكي الذي شغل منصب وزير النقل في وقت سابق، ان «الحكومة والاحتلال قاما ايضاً باعتقال عدد من قيادات عصائب الحق»، مؤكداً «اننا نفكر في شكل جدي في انهاء الاتفاق». الى ذلك افادت عائلة الجندي الأميركي من أصل عراقي احمد قصي الطائي (40 سنة) بقرب إطلاقه بعد خطفه منذ 3 سنوات في منطقة الكرادة في بغداد.