أقيم في البحرين «ملتقى الأديب الطيّب صالح» في مناسبة مرور عام على رحيله (18 شباط/ فبراير2009)، وشهد الملتقى أنشطة مختلفة بينها عرض لفيلم «عرس الزين» للمخرج الكويتي خالد الصديق وندوة بعنوان «أعمال الطيب صالح في السينما: تجربة «عرس الزين» نموذجاً» بمشاركة خالد الصديق من الكويت، والممثل علي مهدي من السودان، والناقد السينمائي بسام الذوادي من البحرين. وشهد اليوم الأخير تقديم ورقة «العامة والتراث في أدب الطيب صالح» للشاعر والمسرحي يوسف عيدابي وعقب عليها التشكيلي إبراهيم الصلحي، وأعقبتها ورقة بعنوان «رحلة الطيب صالح الإعلامية من لندن إلى الدوحة» قدمها الإعلامي السوداني علي محمد شمو وعقّب عليها رئيس تحرير صحيفة «السوداني» محجوب عروة. وأخيراً قدمت ورقة «المقالة الصحافية عند الطيب صالح» وقدمها طلحة جبريل. وتضمنت الجلسة الختامية مقترحاً بإقامة «مركز الطيب صالح الثقافي» في الخرطوم وقدمه حسن أبشر الطيب . وفي المقابل لم يُعلن حتى الآن إحياء أي نشاط في الخرطوم للمناسبة ذاتها خصوصاً لدى مركز عبدالكريم ميرغني الذي عُرف باختصاصه في معظم النشاطات المتصلة بصاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» وكان هو الذي أطلق «جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي» قبل فترة. لكنّ تنظيم ملتقى البحرين حمل وجهاً في غير ما تقتضيه المناسبة، فهو عمّق الخلاف الذي نشب عقب رحيل صالح مباشرة بين صاحب مركز عبدالكريم الثقافي، رجل الأعمال محمود عثمان صالح والكاتب حسن أبشر الطيب، وهما من أكثر أصدقاء الراحل قرباً له، وقد اشتركا في مناسبات مختلفة للاحتفاء به وبخاصة في تأسيس المسابقة الروائية التي تحمل اسمه والتي تعد أهمّ تظاهرة ثقافية في السودان. بدأ الخلاف بين «الصديقين» مع الاحتفال بصدور كتاب «بعد الرحيل: في تذكر المريود الطيب صالح» فذكر أبشر في حوار صحافي ان مركز عبدالكريم لم يدعُهُ الى حفلة تدشينه على رغم إعداده للكتاب الذي ضم مجموعة من المقالات كُتبت عقب رحيل صالح في صحف محلية وعربية، إضافة الى مقالات ودراسات وحوارات سابقة. وبعد ذكره ملاحظات فنية حول شكل الكتاب ودوره فيه وسلامة لغته استعاد أبشر وقائع عدة بينه وبين محمود صالح مبيناً اختلافهما في أمور عدة. فهو، مثلاً، يرغب في إنشاء مركز باسم الطيب صالح لكن محمود صالح يرى ان مركز عبدالكريم ميرغني مكرس لكل ما يخص صالح، وبالتالي ليس من داعٍ لإنشاء مركز ثقافي آخر، وهو لن يكون سهلاً من الناحية المادية. لكنّ أبشر رأى ان في مقدوره فعل ذلك بالاستعانة «بالحكومة والشعب». وسعى في هذا الاتجاه بالفعل، وشكل مجلس أمناء للمركز ضم أسماء ثقافية وإعلامية معروفة، وقام بتسجيله رسمياً باسم «مركز الطيب صالح الثقافي»! أما مركز عبدالكريم ميرغني فسرعان ما أصدر بياناً صحافياً دافع عبره عن ملكيته ل «مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي» داحضاً حق أبشر، الذي ظل يرأس مجلس أمانتها منذ تأسيسها، في تحويلها الى المركز الجديد. ومما جاء في البيان: «يؤكد المركز بأن فكرة «جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي» جاءت بمبادرة من محمود صالح عثمان صالح ووافق عليها الراحل الطيب صالح، وأصر على أن تكون الجائزة تحت إدارة (ورعاية) مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي». وأعقب المركز هذه الخطوة بشراء حقوق نشر كل أعمال الطيب صالح لمدة خمس سنوات قادمة ما عدا «مختارات الطيب صالح» التي ما زالت تملك حق نشرها دار رياض الريس. وأتى ملتقى البحرين بتنظيم من جهات بحرينية وسودانية وحضره حسن أبشر الطيب فيما تغيّب مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي عنه، وقد تضمن الملتقى اقتراحاً بإقامة «مركز الطيب صالح الثقافي» في الخرطوم.