في خطوة لافتة، أعربت حركة حماس عن أسفها لمقتل مدنيين في هجمات صاروخية فلسطينية خلال القتال في غزة قبل عام. ورفضت إسرائيل حيث قتل مفجرون انتحاريون من حركة حماس مئات المدنيين على مدى عقدين من الزمان اي اعتذار واعتبرته مخادعا. وذكر تقرير أعدته لجنة كلفتها حماس بدراسة مزاعم الأممالمتحدة بارتكاب مقاتليها جرائم حرب، تسلمته الأممالمتحدة هذا الأسبوع: "نأسف لما يكون قد أصاب أي مدني إسرائيلي. ونأمل أن يتفهم المدنيون الاسرائيليون أن الاستهداف المستمر لنا من جانب حكومتهم هو الأساس ونقطة البداية." ورد يغال بالمور، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، على هذا التقرير بقوله "تباهت حماس لسنوات باستهدافها المتعمد للمدنيين سواء من خلال تفجيرات انتحارية أو بالرصاص أو الصواريخ. من الذي يحاولون خداعه الآن؟" وقال مسؤول في حماس، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الحركة مازالت مستعدة لتنفيذ "عمليات استشهادية. وأكد التقرير، بعد أن عدد المظالم على الفلسطينيين، ومنها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، على تصريحات مسؤولي حركة حماس التي تقول إن الصواريخ المصنوعة محليا تطلق لغرض دفاعي بحت وإنها تستهدف أهدافا عسكرية إسرائيلية. وأشارت حماس إلى إن الصواريخ ببساطة تفتقر إلى الدقة المطلوبة. وجاء في التقرير "ليكن معلوماً أن المقاومة الفلسطينية، على رغم أنها مقاومة منظمة، فهي ليست جيشا يملك أسلحة متطورة تقنيا، فقد تستهدف المقاومة موقعا عسكريا أو مربض مدفعية فتنحرف النار قليلا أو كثيرا، وتقع بالقرب من موقع مدني رغم الجهد الكبير الذي يبذل لتفادي وقوع اصابات في صفوف المدنيين." وتقول إسرائيل وجماعات حقوقية مستقلة إن حماس خرقت قوانين الحرب عن طريق إطلاق آلاف الصواريخ وقذائف المدفعية، من دون تمييز، على المدن الإسرائيلية وخاصة سديروت القريبة من الحدود مع غزة، منذ أن فازت الحركة بالانتخابات البرلمانية عام 2006، وسيطرت بشكل كامل على قطاع غزة في 2007. وقتل ما يقرب من 1400 فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي الذي استغرق ثلاثة أسابيع، بدءاً من 27 ديسمبر/كانون الأول عام 2008. وحث ريتشارد غولدستون محقق الأممالمتحدة إسرائيل وحماس في سبتمبر/أيلول على إجراء تحقيقات ذات مصداقية في جرائم حرب محتملة ارتكبتها قواتهما. وقدم الجانبان وثائق للأمم المتحدة في الأيام الأخيرة قالا إنها تظهر أنهما أجريا تحقيقات مناسبة. وامتنع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة أرسلها إلى الجمعية العامة للمنظمة عن تقرير ما إذا كانت إسرائيل وحماس قد لبيتا توصيات تقرير غولدستون. وقال جان فيكتور نكولو المتحدث باسم الجمعية العامة إن الدول الأعضاء في الأممالمتحدة "ستتشاور في الخطوة التالية من الإجراءات." ووصفت منظمة العفو الدولية الرسالة التي ارسلها بان بأنها "مخيبة للآمال بشدة." وقالت في بيان "منظمة العفو الدولية تعتقد أن المعلومات التي تلقاها بان كانت كافية للكشف بوضوح أن الخطوات التي اتخذها الجانبان كانت غير مناسبة بالمرة." وتقول إسرائيل، التي رفضت بشدة تقرير غولدستون واعتبرته غير متوازن، إن حماس تضع المدنيين الفلسطينيين عمدا في طريق الأذى بهدف حماية مقاتليها واستغلال الضغط الدولي على إسرائيل بسبب مقتل المدنيين. وسئل مسؤول من حركة حماس في غزة عما إذا كان الإعراب عن الاعتذار في التقرير المرسل إلى الأممالمتحدة يمثل تغييرا في استراتيجية حماس، فقال "لا يوجد تغيير في سياسة الحركة وهذا يتضمن موقفنا من العمليات الاستشهادية." ___________ * نضال المغربي