للمرة الثانية خلال خمس سنوات، ستدير الممثلة الفرنسية الجزائرية الجذور والعضو السابق في فرقة «لا كوميدي فرانسيز» رشيدة براكني، زوجها نجم كرة القدم السابق إيريك كانتونا فوق خشبة المسرح. وكانت المرة الأولى في 2010 حين أخرجت براكني مسرحية «في مواجهة الجنة» من بطولة كانتونا، وها هي تعيد الكرّة اعتباراً من الشهر المقبل في قاعة مسرح «إيبرتو» الباريسي، متولية إخراج مسرحية «فيكتور» من تأليف هنري برنشتاين ومانحة الدور الرئيسي فيها إلى شريك حياتها ووالد طفليها أمير وسلمى، إيريك كانتونا الذي اعتزل كرة القدم بعدما كان من نجومها، ليمارس مهنة التمثيل السينمائي أولاً، وهكذا التقى رشيدة براكني، ومن ثم المسرحي فيما بعد. ويروي العمل الجديد حكاية رجل يعترف بجريمة لم يرتكبها لمجرد أن ينقذ المرأة التي يعشقها من حبل المشنقة. والمسرحية كما تدل حبكتها درامية بوليسية معقدة كاتمة للأنفاس ويفترض أن تسبب اضطراباً للمشاهد من لحظة افتتاحها وحتى النهاية، على غرار ما يحدث في مسرحية «مصيدة الفئران» لأغاثا كريسيتي المعروضة في لندن في شكل متواصل منذ مطلع خمسينات القرن العشرين. وحتى إذا كانت رشيدة براكني لا تطمح إلى أن تقدم مسرحية «فيكتور» على مدار الستين سنة المقبلة، فهي تحلم بالرواج الكبير بفضل جودة نصها، ولأنها واثقة بقدرة زوجها الفنية إضافة إلى شعبيته الواسعة جداً والقادرة على جذب الجمهور العريض إلى المسرح لرؤيته. وعلى رغم ذلك، لن تكتفي براكني بالعنصرين المذكورين من أجل أن تمنح المسرحية حسنات يصعب على محبي المسرح مقاومتها، بل ستحيط كانتونا فوق الخشبة باثنين من أفضل ممثلي المسرح الفرنسي في الوقت الحالي، غريغوري غادبوا القادم أصلاً حاله حال رشيدة براكني، من فرقة «لا كوميدي فرانسيز» والذي لمع طوال السنتين الماضيتين في مسرحية «لا ورود لألرجنون» التي يمثلها وحده فوق الخشبة حاصداً النقد الإيجابي وأيضاً الجوائز أينما عرضها في أوروبا. وهناك النجمة كارولين سيلهول التي سبق لها تمثيل شخصية ملكة فرنسا ماري أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر التي حكم عليها بالإعدام لدى اندلاع الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر. ويظل هذا الدور من أقوى ما قدمته سيلهول حتى الآن في مشوارها الفني فوق الخشبة، وأخرج المسرحية آنذاك روبير حسين تحت عنوان «كان اسمي ماري أنطوانيت». والطريف أن سيلهول كانت قد شاركت في الفيلم السينمائي «الرجل الذي يأكل أكثر من المعقول» وهو العمل الذي جمع للمرة الأولى بين رشيدة براكني وإيريك كانتونا في 2003، وأدى إلى وقوعهما في الحب وزواجهما فيما بعد.