أفاد مسؤول روسي بأن بلاده تجري اتصالات مع أطراف المعارضة السورية تمهيداً لإعداد قائمة موسعة بأشخاص ستدعوهم إلى حوار سوري- سوري بحثاً عن حل للأزمة في البلاد، في وقت أعلنت طهران أنها ستطرح مبادرة للحل بعد مشاورات تجريها مع حلفائها. وقال نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هشام مروة، إن وفد «الائتلاف» سيبحث مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف «الحل السياسي للأزمة السورية وموقف كل من موسكو ودمشق من هذا الموضوع»، وإنه سيطرح موقف «الائتلاف» من التسوية وتشكيل «حكومة انتقالية بالتوازي مع مناقشة سبل مكافحة الإرهاب وتحقيق مصالحة وطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة». وتابع أن «مواجهة الإرهاب بصورة فعالة ممكنة فقط بشرط تكاتف السوريين حول سلطة انتقالية سيتم إنشاؤها بعد رحيل الرئيس الأسد». وكان بيان للخارجية الروسية أفاد بأن بوغدانوف بحث مع رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل، في «آفاق حل النزاع في البلاد عبر حوار واسع بين الأطراف السورية وعلى أساس بيان جنيف من 30 يونيو (حزيران) عام 2012». وأضاف: «تم بحث موضوع تفعيل نشاطات مجموعة مراقبة تنفيذ القرارات التي توصل إليها ممثلو المعارضة السورية خلال لقاءاتهم في موسكو والذين وقعوا في 7 أبريل (نيسان) الماضي على نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون». وكان بوغدانوف أفاد بأن وزارة الخارجية تقوم بإعداد اجتماع موسع جديد لمختلف القوى السياسية السورية من أجل تسوية الأزمة، لافتاً إلى أنه أعدت قائمة بأسماء المشاركين في هذا الاجتماع وينوي تسليم هذه القائمة للولايات المتحدة والدول الإقليمية الفاعلة. وأوضح بوغدانوف أن مختلف القوى السورية المعارضة تصل إلى موسكو لإجراء مباحثات مع الجانب الروسي فقط، وأنها لا تخطط لعقد لقاءات بينها، مشيراً أيضاً إلى أنه ليس من المتوقع وصول مسؤولين سوريين إلى موسكو. في طهران، قال المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، إن مبادرة إيران لحل أزمة سورية لا تختلف جوهرياً عن سابقتها، وسيُكشف عن تفاصيلها بعد إجراء مشاورات في المنطقة. وأضاف جابر أنصاري في تصريح له أمس، أن طهران تعتمد ثلاثة أسس، هي أن «الشعب السوري هو من يحدد مصيره بنفسه وليس الآخرون، والثاني منع أي تدخلات أجنبية ترمي للانتقام من الحكومة السورية بسبب سياساتها الإقليمية المستقلة ودعمها المقاومة، والثالث أن لا يعتمد الإرهاب أسلوباً لتحقيق أهداف سياسية». وكانت وسائل إعلام قريبة من إيران تحدثت مؤخراً عن موافقة طهران على إجراء انتخابات رئاسية بإشراف منظمة الأممالمتحدة وبمشاركة مراقبين دوليين للخروج من الأزمة الراهنة، لكن أنصاري قال إن مبادرة إيران لحل أزمة سورية لا تختلف جوهرياً عن سابقتها، وسيكشف عن تفاصيلها بعد إجراء مشاورات في المنطقة. ورأي أن مبادرة إيران تقوم على إجراء حوار سوري- سوري، وأن لا دور للاعبين الآخرين سوى دعم الحلول الداخلية. وأضاف: «لا ينبغي لأي بلد أن يضع شروطاً مسبقة حول الأشخاص، ومن الذي يجب أن يبقى ومن الذي يجب أن يرحل» في إشارة إلى مطالب المعارضة برحيل الأسد.