فيما كانت الساحة اللبنانية الداخلية في حال ترقب وانتظار لما ستؤول اليه زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبيروت، وما اذا كانت ستحمل مؤشرات في اتجاه امكان تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية الذي صادف امس موعد جلسته السابعة والعشرين في اليوم نفسه، فإن في الافق المنظور ليس هناك ما يشير الى امكان تغيير المشهد الانتخابي في ساحة النجمة، اذ ان الامور بقيت على حالها ككل جلسة انتخاب والنتيجة موعد جديد. وفي الجلسة الافتراضية ال 27 أمس لانتخاب الرئيس سجل ارتفاع الحرارة انخفاضاً في عدد النواب المشاركين في الجلسة، ليبلغ الرقم ادنى مستوياته، مقارنة بالجلسات السابقة، بعدما ايقن كثر من النواب ان هذه الجلسات لا تعدو كونها شكلية، فيما آثر آخرون التمسك بالحضور الى البرلمان لتأكيد موقفهم بضرورة انتخاب رئيس، وعلى رأسهم رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، وممثلة حزب «القوات اللبنانية» النائب ستريدا جعجع. أما بقية النواب الذين كانوا يواظبون على الحضور، فمنهم من يقضي اجازته خارج لبنان، ومنهم من غاب قسراً وهم النواب: أكرم شهيب وميشال فرعون ونبيل دي فريج لوجودهم في الاردن برفقة رئيس الحكومة تمام سلام، بصفتهم الوزارية. وفيما خيمت زيارة ظريف بيروت على اجواء جلسة الانتخاب، من باب استطلاع مدى تسهيل طهران انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، فقد دفع عدم اكتمال النصاب الذي يتطلب 86 نائباً، هم ثلثا عدد اعضاء المجلس، برئيسه نبيه بري، بعد دخول النواب الى القاعة العامة وانتظار أكثر من نصف ساعة، الى أرجاء الجلسة التي كانت مقررة ظهر امس الى الثاني من ايلول (سبتمبر) المقبل، وفق بيان مقتضب، صادر عن الرئاسة، تلاه الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر. وباستثناء مؤتمر صحافي للنائب روبير فاضل، غابت المواقف التي كانت ترافق كل جلسة انتخاب. ولفت فاضل الى أن «الافرقاء السياسيين غير القادرين على انتاج حلول بسبب حساباتهم الخاصة، يردون على مطالب الناس بالتجاهل والاحتقار، وبالمزيد من التعطيل والشلل، وبجبال النفايات والصفقات». وأعلن أنه «بناء على مبادرة مني سيستضيف البنك الدولي لقاء بين الدول المانحة والصديقة والمجتمع المدني والمنتج، لعدم وقف المساعدات بسبب تعطيل المؤسسات، ومساعدة لبنان بعدم ربطه بالصراعات القائمة».