في نعش ملفوف بعلم مصر، شيّع ظهر أمس من مسجد الشرطة في مدينة السادس من أكتوبر جثمان الفنان نور الشريف الذي رحل عن عمر يناهز 69 سنة بعد صراع مع المرض. وكان في مقدم المشيعين زوجته الفنانة بوسي التي بدا عليها الحزن الشديد وابنتاه مي وسارة. وشهدت الجنازة حضوراً كثيفاً من العاملين في الوسط الفني، بدءاً من الفنانين المخضرمين الذين شاركوا الراحل العديد من الأعمال الفنية، سواء ممثلين أو مخرجين أو فنيين، حتى الوجوه الجديدة التي ساهم الراحل في تقديمها للجمهور. ويعد الشريف أحد أبرز الداعمين للمواهب الجديدة. ومن أبرز من حضر الجنازة عادل إمام ويسرا ويحيى الفخراني وإلهام شاهين ورانيا فريد شوقي ومحمود ياسين وعمرو يوسف وحسن الرداد ووفاء عامر وشادي الفخراني وأحمد السقا ورجاء الجداوي وأحمد رزق، والمخرج محمد خان... وكثف رجال الأمن وجودهم في محيط مسجد الشرطة، وانتشر رجال المرور لتسيير الحركة أمام المسجد. ونعى نادي الزمالك نور الشريف على صفحته الرسمية عبر «فايسبوك»، علماً أن الراحل لعب في صفوف النادي وبقي مشجعاً وفياً له طيلة حياته. وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء خصوصاً من قبل زملائه وتلاميذه، وكتب الفنان لطفي لبيب: «وداعاً الحاج متولي، وداعاً سعد الدالي، وداعا عبد الغفور البرعي، وداعاً نور الشريف». أما المخرج يسري نصرالله فكتب: «بحزن بالغ عرفت بوفاة الصديق الفنان نور الشريف. أخلص التعازي لعائلته ولكل المقربين له وللجمهور الذي أحبه وبادله نور الحب». ونعت الفنانة أيتن عامر الفنان الراحل قائلة: «لأول مرة مش حقدر أكذب الخبر وأقول إن الأستاذ زي الفل، ربنا يرحمك برحمته نور الشريف في ذمة الله. أسالكم الفاتحة والدعاء بالمغفرة». وقال الفنان ماجد المصري: «إنا لله وإنا إليه راجعون. رحل الأخ والصديق والأستاذ والمعلم. رحمة الله عليك». ونعت الفنانة التونسية هند صبري الراحل وكتبت: «سأظل دائماً متذكرة وفخورة بلقائي به في عمارة يعقوبيان، نور الشريف حاضرٌ بيننا بأعماله ولمسته الخاصة في حياة كل من مر بهم». وكتب المخرج خالد يوسف: «مات عمي ابن رشد، هكذا كنت أناديه. مات فيلسوف السينما المصرية، رحل عنا أعظم مثقفي ومفكري الفن المصري». وكتبت الفنانة نانسي عجرم على «تويتر»: «رحم الله الفنان القدير نور الشريف وألهم عائلته الكريمة الصبر... العزاء للعالم العربي والبقاء لله». الاسم الحقيقي للفنان نور الشريف هو محمد جابر محمد عبد الله، حاصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز وترتيبه الأول عام 1967. تزوج من الفنانة بوسي عام 1972، انفصلا عام 2006 ثم عادا في 2015. توفي والده عن عمر 26 سنة وكان عمر نور آنذاك سنة واحدة. بدأ التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل وكان لاعباً في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتعرف إلى الفنان الراحل سعد أردش الذي رشحه للعمل معه في دور صغير في مسرحية «الشوارع الخلفية». ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية «روميو وجولييت»، وأثناء البروفات تعرف إلى عادل إمام الذي رشحه للمخرج حسن الإمام ليقدمه في فيلم «قصر الشوق». وحصل عن هذا الدور على شهادة تقدير وكانت أول جائزة يحصل عليها. قدم نور الشريف أكثر من 170 فيلماً سينمائياً ونحو 20 مسلسلاً تلفزيونياً وقرابة العشر مسرحيات يشار إلى كثير منها باعتبارها علامات في تاريخ الفن المصري. وبخلاف اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والإنسانية في أعماله مثل فيلم «آخر الرجال المحترمين» الذي تناول خطف الأطفال وفيلم «الصرخة» الذي تناول قضية الصم والبكم وفيلم «إلحقونا» الذي تناول سرقة الأعضاء البشرية، حرص على التصدي لبعض الأحداث السياسية والقضايا الفكرية كما في فيلميه «ناجي العلي» و»المصير». وقدم العديد من أعمال كبار الكتاب مثل فيلم «قصر الشوق» لنجيب محفوظ وفيلم «عصفور الشرق» لتوفيق الحكيم. وجسد شخصية المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم «حدوتة مصرية» ضمن الثلاثية السينمائية التي تناولت سيرته الذاتية.