يلجأ الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط للاستجمام، في ظل الارتفاع الكبير وغير المسبوق لدرجات الحرارة، وعدم توافر الكهرباء في بيوتهم. ويقضي سكان غزة الذين اقترب عددهم من مليوني نسمة، معظم أوقاتهم على حصتهم الضيقة من شاطئ المتوسط، والتي تصل مساحتها إلى 43 كيلومتراً مربعاً. وتعتبر السباحة في كثير من مناطق شاطئ المتوسط قبالة غزة غير صحية، بسبب ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة فيها، بحسب مؤسسات حكومية وغير حكومية تعمل في المنطقة. ورغم ذلك تجد الشاطئ الصديق العزيز لسكان غزة، يزورونه يومياً وبأعداد كثيفة، باعتباره المتنفس الوحيد لهم. نصرالله حمدان، ربّ أسرة مكونة من خمسة أفرد، يسكن في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، يقول: «بعد العودة من عملي على سيارة الأجرة، اطلب من زوجتي تجهيز فراش الجلوس وشاي، وأذهب وأولادي إلى البحر، لأني لا أستطيع البقاء في البيت في هذا الجو الحار». ويضيف حمدان: «تتجاوز ساعات مكوثي على البحر، بعض الأحيان 12 ساعة، فالجلوس في البيت في ظل هذه الأوقات مع انقطاع الكهرباء، صعب وعذاب... بيتي من الواح الصفيح التي تحفظ الحرارة، لا بل تزيدها». وحمدان ليس الوحيد الذي يرغب في البقاء على شاطئ البحر. أبو سامر عويضة من رواده أيضاً. يأتي من بيته الذي يبعد عشرة كيلومترات عن الشاطئ شبه يوميًا، لقضاء الأوقات بعيداً عن الحرّ الشديد الذي ضرب قطاع غزة. ويقول عويضة: «البحر خير صديق وجليس، في هذه الأيام التي لم يمر علينا مثل حرّها من سنوات طويلة. الجلوس في البيت لا يطاق، والبحر هو الملجأ». وأفرز الحضور الكثيف للسكان على الشاطئ ساعات طويلة، حالاً من الانتعاش الاقتصادي لأصحاب الاستراحات، وكذلك للباعة الجائلين، وسائقي الأجرة. يُشار إلى أن موجة حرة شديدة تضرب فلسطين، إذ تجاوزت درجة الحرارة في بعض الأيام 40 درجة مئوية مع ارتفاع عال بالرطوبة.