اعتبر موفد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى منطقة الشرق الأوسط عضو مجلس الشيوخ السيناتور فيليب ماريني الموجود في لبنان «ان هناك دائماً خطراً في هذه المنطقة من اندلاع حرب جديدة»، ورأى ان «في حال لم يكن هناك أمل باستكمال عملية السلام في الأشهر المقبلة من الجانب الفلسطيني سيزداد التوتر»، مؤكداً ان «فرنسا من بين دول عدة متنبهة جداً لما يحصل في هذه المنطقة وخصوصاً هنا في لبنان حيث هناك اسباب تدعونا الى التفاؤل مثل بعض الاستقرار الذي نشهده وتعزيز بناء الدولة واستتباب الأمن وغياب العنف». وكان ماريني زار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والبطريرك الماروني نصر الله صفير مشيداً بدوره «الحكيم والرائد في المحافظة على وحدة لبنان المتميز بتناقضاته وتنوعه»، مشيراً الى انه سمع من صفير «اقتراحات مهمة جداً». وزار ماريني كلاً من رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط كما زار منطقة معراب والتقى رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وأشار رداً على سؤال عن ترسيم الحدود بين لبنان وسورية، إلى تحرك بلاده «في مناسبات عديدة باتجاه احترام حدود البلدين وسيادة واستقلال لبنان التي هي مبادئ لا تُمس وهذا عنصر اساسي ليس فقط للبنان بل لمجمل الدول في المنطقة». وأوضح أن أموراً «أنجزت كتبادل السفراء والتواصل بين المسؤولين وتبقى أمور أخرى يجب استكمالها كترسيم الحدود بين البلدين. فالترسيم قديم جداً ويعود الى فترة الانتداب الفرنسي. وإذا كان هناك من شكوك حوله فقد انتظر الموضوع اكثر من 100 عام وبإمكانه الانتظار 3 أشهر إضافية والأمر لن يكون دراماتيكياً فالأهم هو إرادة الطرفين وطرح الموضوع والعمل عليه للوصول الى حل يرضي الطرفين». وعمّا اذا كان ناقش ملف سلاح «حزب الله» في سورية واسرائيل خلال زياراتهما، قال ماريني: «ان موضوع سلاح «حزب الله» لا تمكن مناقشته مع الإسرائيليين لأن رأيهم حازم في هذا الشأن وعندما ننظر الى الأمور من الجانب الآخر من الليطاني فالوضع مغاير تماماً». وأضاف: «وفي جولتي على المسؤولين السياسيين في لبنان، فإن هذا الموضوع التكتيكي والاستراتيجي يُطرح، فمن الناحية التكتيكية يمكن إيجاد نقاط تلاقٍ اما من الناحية الاستراتيجية للمستقبل فلكل طرف رأيه الخاص». وتحدث عن «تناقض حقيقي لا مفر منه حول مسألة السلاح»، وأكد وجوب «القبول بالتناقضات القائمة واستيعابها والثقة بالاستقرار والعمل والإرادة الطيبة للفرقاء، فلكل فريق مبادئه التي يجب احترامها لكن هناك بعض الصعوبات التي يجب ان نتعايش معها». وزار الموفد الفرنسي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي شدد بحسب بيان صادر عن مكتبه على «ضرورة تطوير العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتعزيزها»، وقال ان فرنسا لها «دور مؤثر في دعم السلم الأهلي في لبنان وعليها الضغط على إسرائيل حتى توقف عدوانها ضد لبنان». وأبلغه «ان إسرائيل تتحمل مسؤولية انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة، فالعرب طلاب سلام وهم يدينون الإرهاب، والسلام لا يتحقق الا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم واندحار الاحتلال عن لبنان وسورية وفلسطين». أما ماريني فأوضح ان الهدف من جولته على الرؤساء الروحيين «الاطلاع على وجهات نظرهم، وتوافقنا على اعتبار السلام ضرورة ملحة للإنسان في هذه المنطقة وعلى وجوب تصحيح الأوضاع السائدة، وأكد سماحته وقوفه ضد العنف والاعتداء ويعتبر أن الاستقرار يسود في لبنان بفعل تعاون جميع القوى وشددت بدوري على ضرورة الحفاظ على النموذج اللبناني في المنطقة».