ضرب سلاح الجو التركي 17 هدفاً لحزب العمال الكردستاني في محافظة هكاري جنوب شرقي البلاد المحاذية للحدود مع العراق، رداً على قتل «الكردستاني» أول من أمس 5 شرطيين وجندي في هجوم على مركز للشرطة في مدينة إسطنبول، وآخر في محافظة شرناك (جنوب شرق). وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل حملتها العسكرية «الشرسة» ضد مقاتلي الحزب الكردي «حتى لا يبقى إرهابي واحد». وأضاف: «ألحقنا خسائر فادحة بمقاتلي الحزب، كما نفذنا عمليات فاعلة ضد داعش الذي يهدد أمننا»، منذ إطلاق «الحرب على الإرهاب» في 24 تموز (يوليو) الماضي. وشدد أردوغان على أن تركيا «لا تميز بين التنظيمات الإرهابية. مهما كان هدفها»، معلناً «تجميد عملية السلام مع الكردستاني الذي لم يفهم للأسف ما فعلناه لأجله». وتوقعت الباحثة نيغار غوكسيل من معهد الأزمات الدولية في إسطنبول «دوامة عنف جديدة» في تركيا بعد تلك في تسعينات القرن العشرين، فيما كررت وزارة الخارجية الأميركية دعوتها أنقرة إلى «اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع مقتل مدنيين، والعمل وفق القانون الإنساني الدولي». وإثر انتهاء اجتماع جديد عقده رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو مع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو في أنقرة ليل أول من أمس بلا حسم موضوع تشكيل ائتلاف حكومي أو عدمه، في انتظار لقاء جديد بينهما الخميس أو الجمعة، كثفت المعارضة اتهام أردوغان ب «اختيار الفوضى لتحضير اقتراع تشريعي تتناسب نتيجته مع تعديل دستوري يمنحه صلاحيات رئاسية أوسع كما يطمح». وكتب سميح إيديز في صحيفة «حرييت ديلي نيوز»: «يناضل أردوغان من أجل مستقبله الشخصي أكثر من مستقبل بلده، ما يجعله مثل سلطان عثماني تعميه الطموحات». وقبل ساعات من صدور مذكرتي توقيف بحقهما في تهمتي «تشكيل منظمة لارتكاب جريمة» و «محاولة إطاحة الحكومة»، فرّ المدعيان العامان المقالان زكريا أوز وجلال كارا، اللذان حققا في قضية فساد طاولت حكومة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأسقطت لاحقاً، إلى أرمينيا عبر جورجيا. ونشرت وكالة الأناضول صوراً من كاميرا مراقبة تظهر المدعيين يحملان حقائبهما أثناء مغادرتهما أراضي تركيا عبر معبر «سارب» الذي اضطرا إلى سلوكه بسبب إغلاق الحدود بين تركياوأرمينيا منذ فترة طويلة. ونقلت صحيفة «حرييت» أن أنقرة اتصلت بسلطات جورجيا في مسعى لاستردادهما، مشيرة إلى أن الشرطة لا تزال تلاحق المدعي العام الثالث المتهم في القضية محمد يوزغتش.