قال مسؤول تركي ومصادر في المعارضة السورية إن نحو 2500 شخص فارين من العنف في سورية دخلوا تركيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وهو من أكبر المعدلات اليومية لتدفق اللاجئين في الأسابيع الأخيرة. وعبر معظم اللاجئين إلى اقليم هكاري في جنوب شرقي تركيا. وتأوي تركيا الآن قرابة 70 ألف لاجئ سوري وتكافح لاستيعاب هذا الطوفان من اللاجئين. وقالت مصادر المعارضة السورية ان مئات آخرين من اللاجئين معظمهم من محافظتي ادلب وحلب تقطعت بهم السبل على الجانب السوري من الحدود وقيل لهم أن ينتظروا حتى يوم امس للعبور بسبب الأعداد الكبيرة. وقال أحمد الشيخ - وهو ناشط سوري يساعد اللاجئين - إن «ريف شمال حلب كان يعتبر ملاذاً آمناً لكن القصف العشوائي للجيش في الأيام الأخيرة يجعل اللاجئين الذين فروا إلى هناك يفرون ثانية إلى تركيا». وفي ضوء تزايد تدفق اللاجئين إلى تركيا قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين إن تركيا لن يكون بوسعها استيعاب اكثر من مئة ألف لاجئ وانه يجب على الأممالمتحدة ايجاد «منطقة آمنة» داخل سورية لإيواء أي لاجئين آخرين غير ذلك العدد. ومن شأن مطالبة تركيا اقامة مناطق آمنة داخل سورية لحماية المدنيين زيادة التوتر في علاقات البلدين. وفي علامة على تدهور بالغ في العلاقات، قال مسؤولون اتراك اول من امس إن أنقرة تحقق في احتمال وجود صلات لسورية بتفجير سيارة ملغومة قرب حدود تركيا الجنوبيةالشرقية قرب سورية. وكانت سيارة ملغومة انفجرت قرب مركز للشرطة في مدينة غازي عنتاب الصناعية التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن الحدود السورية في وقت متأخر يوم الاثنين مما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص بينهم طفل عمره 12 سنة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير لكن مسؤولين كباراً بالحزب الحاكم في تركيا انحوا باللائمة على حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه جماعة إرهابية. وتخشى تركيا ان يستغل حزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمرداً في جنوب شرق البلاد منذ قرابة ثلاثة عقود حالة الفوضى في سورية لتوسيع نطاق نفوذه واتهمت الرئيس السوري بشار الأسد بتزويد مقاتلي الحزب بالسلاح. ونقل موقع «فرات نيوز» الاخباري القريب من حزب العمال الكردستاني بياناً عن الحزب ينفي فيه صلته بالهجوم الذي وقع خلال الاحتفال بعيد الفطر المبارك. لكن مصادر امنية قالت انها تعتقد ان الانفصاليين الأكراد مسؤولون عن الانفجار. وقال عضو بالبرلمان يمثل غازي عنتاب وينتمي لحزب العدالة والتنمية للصحافيين «الهدف الآخر من الهجوم هو توجيه رسالة بشأن السياسة الخارجية لتركيا. الهجوم تم من خلال التعاون بين المخابرات (السورية) وحزب العمال الكردستاني». وكان وزير الخارجية داود اوغلو اكثر تحفظاً حينما قال انه في حين يجري التحقيق في امكانية وجود صلات لسورية بالهجوم، الا انه لا تتوافر اي معلومات ملموسة حتى الآن. وقال للصحافيين في انقرة «اذا كان هناك تشابه فإن أساليب وعقلية المنظمة الارهابية (حزب العمال الكردستاني) وقوات بشار الأسد متشابهة في قتل المدنيين خلال عيد الفطر». وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين جليك لصحيفة «حرييت» التركية «من المعروف ان حزب العمال الكردستاني يعمل بالتعاون مع المخابرات السورية. الأسد يميل إلى النظر إلى تركيا على انها عدو». ونفى الأسد خلال حديث لصحيفة تركية في بداية تموز (يوليو) ان تكون سورية سمحت لحزب العمال الكردستاني بالعمل في مناطق سورية قريبة من الحدود التركية.