اشتبكت الشرطة مع متظاهرين تجمعوا في شوارع مدينة فيرغسون بولاية ميسوري الأميركية في وقت مبكر من صباح أمس، بعد ساعات على اعتقال عشرات المحتجين الذين عطلوا المرور خلال ساعة الذروة على طريق سريع يبعد كيلومترات من المدينة، إضافة إلى 60 شخصاً بينهم الأستاذ في جامعة برينستون والناشط كورنيل وست أمام قاعة محكمة في سانت لويس وأعلنت السلطات حال الطوارئ في ضاحية سانت لويس والمناطق المحيطة بفيرغسون للحيلولة دون تكرار أعمال عنف اندلعت ليل الأحد– الإثنين وأدت إلى إصابة شاب في ال18 من العمر يدعى تايرون هاريس بجروح خطرة، لدى إحياء الذكرى الأولى على مرور سنة على مقتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون برصاص شرطي أبيض، لكن ذلك لم يمنع تجمع حوالى 200 متظاهر يلوحون بأعلام ويقرعون الطبول ويرددون هتافات مناهضة للشرطة في الشوارع ذاتها التي شهدت أعمال شغب العام الماضي. وعند منتصف الليل هاجمت الشرطة المحصنة بدروع حشداً من المحتجين الذين بدأ كثيرون منهم الصراخ والفرار من المنطقة. وألقى بعض المحتجين زجاجات مياه وحجارة على رجال الشرطة الذين استخدموا مكبرات الصوت لحض الناس على مغادرة الشارع، وإلا اعتقلوا. ووصف حاكم ولاية ميسوري جاي نيكسون أعمال العنف بأنها «منعطف حزين لأحداث» نفذتها عناصر إجرامية، ودعا إلى مسيرات سلمية. وفجرت وفاة براون العام الماضي وقرار هيئة محلفين عليا عدم توجيه اتهامات جنائية للشرطي دارين ويلسون، بحجة «تصرفه بطريقة قانونية»، موجة من التظاهرات في أنحاء الولاياتالمتحدة وتحول بعضها أعمال شغب وحرائق. ودفع موت براون أيضاً إلى مزيد من التدقيق في التحيز العرقي داخل نظام العدالة الجنائية الأميركي، ما أدى إلى ظهور حركة «حياة السود تهمّ» التي اكتسبت قوة دافعة من حوادث قتل أخرى لأشخاص عزل من الأقليات بأيدى رجال شرطة بيض في مدن مثل نيويورك وبالتيمور ولوس أنجليس وسينسناتي، وأحدثها كان في آرلنغتون بولاية تكساس. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، بأن اتهامات بالاعتداء على ممتلكات الغير واعتراض ضابط شرطة أثناء أداء عمله وُجهت إلى الصحافي ويسلي لوري الذي يعمل لديها والذي كان اعتقل العام الماضي خلال تغطيته الاحتجاجات في فيرغسون. وأوضحت الصحيفة إن لوري استلم استدعاءات للمثول أمام المحكمة البلدية في سانت لويس في 24 الشهر الجاري، وإلا واجه خطر الاعتقال. ووصف رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة مارتن بارون الاتهامات بأنها «أمر مشين»، مضيفاً: «اعتقدنا أن سلطات إنفاذ القانون ستعود إلى رشدها في شأن اعتقال لوري الذي لم يكن يجب أن يحصل أصلاً، إذ إنه إساءة استغلال لسلطة الشرطة».