قالت «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» في سورية، إنها انسحبت من خطوط مواجهة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شمال حلب، وتركتها لمقاتلين معارضين آخرين لتخرج بذلك من مناطق في شمال سورية تريدها تركيا لتقيم فيها منطقة عازلة. وانتقد بيان للنصرة صدر أمس (الأحد) خطة أميركية-تركية لطرد داعش من منطقة الحدود السورية-التركية قائلاً إن الهدف هو خدمة «أمن تركيا القومي»، وليس قتال نظام بشار الأسد. والشهر الماضي أعلنت الولاياتالمتحدةوتركيا عزمهما طرد «داعش» بعض الأراضي في شمال سورية قرب الحدود التركية، وقدمتا غطاءً جوياً لمقاتلين سوريين في المنطقة. ورغم عدائها ل«داعش» فإن الأراضي التي تسيطر عليها جبهة «النصرة» في الشمال مثلت مشكلة للعمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد التنظيم المتشدد. وفي أواخر تموز (يوليو) الماضي هاجمت جبهة «النصرة» مقاتلين سوريين تلقوا تدريبات في إطار مساع تقودها الولاياتالمتحدة ضد «داعش»، ووصفت جبهة «النصرة» هؤلاء المقاتلين بأنهم عملاء للمصالح الأميركية. وقالت «النصرة» إن تركيا تعمل لمنع تشكيل دولة كردية في شمال سورية، وإن الحكومة التركية والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش»، هدفهما تحويل دفة القتال حسب أولوياتهما. وقالت الجبهة «أمام هذا المشهد الحالي لم يكن أمامنا إلا الانسحاب، وترك نقاط رباطنا في الريف الشمالي لحلب ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق». وأضاف البيان إن قرار المعركة الآن لم يكن خياراً استراتيجياً نابعاً عن إرادة حرة للفصائل المقاتلة، بل هدفها الأول هو «أمن تركيا القومي». وقالت جبهة النصرة إنها ستبقي على الخطوط الأمامية مع الدولة الإسلامية في مناطق أخرى بينها محافظة حماة وجبال القلمون على الحدود مع لبنان. والهدف من المنطقة العازلة هو منع المقاتلين الأكراد الأشداء في «وحدات حماية الشعب الكردية» من التوسع أكثر في مناطق نفوذها التي تمتد لأكثر من 400 كيلومتر بطول الحدود السورية-التركية. وانتزعت «وحدات حماية الشعب الكردية» مساحات واسعة من الأراضي من قبضة «داعش» هذا العام، بدعم من الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وقالت مصادر في المعارضة إن جبهة «النصرة» سلمت قريتين في شمال حلب، لتحالف مجموعات مسلحة تعمل في المنطقة تحت اسم «الجبهة الشامية». و«النصرة» واحدة من أقوى الفصائل المسلحة التي تقاتل في الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ أربع سنوات، والتي تقول تقديرات إنها خلفت حتى الآن قرابة ربع مليون قتيل وقلصت بدرجة كبيرة سيطرة الأسد على مدن في غرب سورية. واليوم صعدت "النصرة" ومجموعات مسلحة أخرى الهجوم على عدد من المواقع التي لا تزال السيطرة فيها للحكومة في محافطة إدلب بشمال غربي البلاد. وبثت وسائل إعلام موالية للمعارضة صوراً لتفجير هائل استهدف قوات حكومية في قرية الفوعة. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنباء عن قتال عنيف بين مقاتلين بينهم جبهة «النصرة»، وقوات موالية للحكومة قال المرصد إنها بقيادة «حزب الله» اللبناني. وقال «رئيس المرصد» رامي عبد الرحمن إن «المسلحين يسيطرون الآن على نصف مساحة سهل الغاب تقريباً».