تجد الشركات الألمانية التي تُعتبر منذ فترة بعيدة أكبر شريك تجاري لإيران في أوروبا، صعوبة متزايدة في القيام بأعمال تجارية هناك، إذ تشن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودول أخرى حملة من أجل فرض عقوبات أشد على طهران بسبب برنامجها النووي. لكن الشركات التي أعلنت انسحابها، وأبرزها شركة «سيمنس» الأسبوع الماضي، قد تحتاج سنوات لتقليص عملياتها وإنهاء عقود عالقة. وتقوم شركات أخرى بالتخفيف من ظهورها أو العثور على بلدان ثالثة تجري صفقات من خلالها، خشية خسارة سوق مربحة الى الأبد إذا هجرتها الآن. وقال أولريش أكرمان وهو مسؤول عن إيران ودول أخرى في المنطقة، في «اتحاد الهندسة الألماني» وهو مجموعة ضغط في هذا القطاع: «ما يريده أعضاؤنا هو التكافؤ. إذا انسحبت شركاتنا الألمانية، هل ستأخذ شركات غير ألمانية مكاننا؟». على رغم أن لا أرقام دقيقة متوافرة، تشير لقاءات أُجريت مع شركات واتحادات تجارية ووكالات ضمان الصادرات، الى انخفاض كبير في التجارة المباشرة بين المانياوإيران. تتمثل إحدى أبرز التغيّرات في أن الشركات الإيرانية التي تسعى إلى الاستيراد من شركات ألمانية، لم تعد قادرة على الحصول على ضمانات ائتمان لمدة تتراوح بين 7 و10 سنوات، والتي كانت طبيعية بالنسبة الى مشاريع البنية التحتية الضخمة. وقالت روث بارتونيك وهي ناطقة باسم «أولر هرميس» وهي وكالة تدير ضمانات ائتمانات التصدير في الحكومة الألمانية، أن عليها الآن أن «تدفع في غضون 360 يوماً». ويُعزى هذا التغيير التي تم في السنتين الماضيتين، الى ضغوط سياسية مارستها الولاياتالمتحدة. نتيجة لذلك، بلغت ضمانات الائتمان لإيران عام 2008، وهي آخر أرقام متوافرة، 133 مليون يورو، مقارنة مع 503 ملايين يورو عام 2007 و1.4 بليون يورو عام 2005. ولا تزال ألمانيا أكبر شريك تجاري لإيران في أوروبا، كما أن ثمة مكاتب في إيران لعشرات الشركات الألمانية. وبلغت الصادرات الألمانية إلى إيران عام 2008، نحو 4 بلايين يورو، أي أقل من 1 في المئة من إجمالي الصادرات الألمانية. وسجل الرقم انخفاضاً طفيفاً عن 4.4 بليون يورو عام 2005. وصدّرت الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بصفتها كتلة واحدة، بضائع قيمتها 14.1 بليون يورو الى إيران عام 2008، فيما بلغت وارداتها 11.3 بليون يورو في العام ذاته. والصين أكبر شريك تجاري لإيران. وكانت المستشارة الألمانية انغيلا مركل دعت مراراً الى فرض مزيد من العقوبات، وقالت الأسبوع الماضي إن «الوقت ينفد» أمام إيران.