في وقت توالت فيه الإدانات الدولية والإقليمية، وتوحد فيه خطباء لمساجد الجمعة في السعودية ضد حادثة تفجير مسجد قوات الطوارئ في عسير أول من أمس، شيع أهالي منطقة عسير (جنوب السعودية) أمس ضحايا حادثة التفجير وسط حال من الحزن، إذ توافد مئات من الأهالي والمقيمين فيها لتشييع الضحايا. ودان أعضاء مجلس الأمن الدولي بالأممالمتحدة، في بيان صدر عن المجلس أمس، بأقسى العبارات، التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ الخاصة، وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء وإصابة آخرين.(للمزيد) وشدد البيان على أهمية التصدي بكل الوسائل، وفقاً لميثاق الأممالمتحدة، لتهديدات السلم والأمن الدوليين، الناجمة عن الأعمال الإرهابية، مشيراً إلى أن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة، بغض النظر عن الدافع، أو في أي مكان، أو زمان وقعت، وأياً كان مرتكبوها. وأكد المجلس أن استمرار مثل تلك الأعمال الهمجية لا تخيف أعضاء المجلس، بل تشد عزمهم على بذل جهد مشترك بين الحكومات والمؤسسات، بما في ذلك تلك الموجودة في المنطقة الأكثر تضرراً، لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي والجماعات التي تؤيده، وجميع الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأضاف البيان أن على الدول الأعضاء أن تكفل التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب، وأن تمتثل لالتزاماتها بالقانون الدولي، ولاسيما القانون الدولي لحقوق الإنسان. إلى ذلك، أدى أمير عسير فيصل بن خالد صلاة الميت بجامع الملك فيصل بأبها على ضحايا الحادثة الإرهابية. ونقل أمير عسير تعازي خادم الحرمين الشريفين ونائبه إلى ذوي الضحايا، وقال لهم: «نعزي أنفسنا ونعزيكم في استشهاد أبنائنا الأبطال المخلصين الذين طاولتهم يد الغدر والخيانة بفكر شيطاني خبيث همه زعزعة أمن البلد واستقراره. والتقت «الحياة» والد الضحية سلطان الشهراني (95 عاماً) الذي ذكر أنه أمضى نحو قرن من الزمان على قيد الحياة، لكنه لم ير في حياته إجراماً أبشع من استهداف المصلين في بيوت الله، فيما طالبت والدة سلطان كل أسرة ترى في ابنها انحرافاً فكرياً أن تبلغ الجهات المعنية لأجل حماية الوطن وأبنائه. وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونائبه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أمس، اتصالات هاتفية من قادة عدد من الدول عبروا خلالها عن العزاء والمواساة لأسر الضحايا، مستنكرين هذا الاعتداء الآثم. ودان خطباء في عموم مناطق ومحافظات وبلدان المملكة العربية السعودية الحادثة الإرهابية التي استهدفت مسجداً لقوات الطوارئ في عسير، راح ضحيتها 15 شخصاً، وأصيب سبعة آخرون، فيما أوضح المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، «أن هذه الفئة كفرت المسلمين واستباحت دماءهم وأعراضهم ظلماً وعدواناً»، وقال: «هي فئة ظالمة مجرمة لا تبحث عن الخير، وإنما هم فئة مجرمة مع ما يقومون به من تمهيد الطريق لأعداء الإسلام للاستيلاء على بلاد المسلمين». وطالب المفتي الناس بتحذير بعضهم البعض من شر هذه الفئة، وليعلموا أنها فئة ضالة جاءت لتخدم أعداء الإسلام «ولتكون جسراً لأعداء الأمة ينفذون عليها ويدمرون أخلاقها وقيمها». وأشار المفتي إلى أن المؤمن القوي حصن حصين أمام كل تحديات الأعداء لا يقرهم على باطلهم ولا يرضى بشرهم، بل يأتي ويوضح مخططاتهم، داعياً إلى التعاون مع الجهات المسؤولة في سبيل القضاء على هؤلاء المجرمين وفضحهم وكشف خفاياهم. وفي وقت كان يحرص فيه هؤلاء الإرهابيون على تفجير المساجد أثناء صلاة الجمعة، ربما لضمان إحداث أكبر ضرر، ضرب الإرهابيون مسجد قوات الطوارئ في أبها يوم الخميس، ما دفع سعوديين ومقيمين ليتساءلوا بعد سماعهم خبر التفجير، هل اليوم يوم جمعة؟