طالب المرجع الديني آية الله علي السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي ب «الضرب بيد من حديد الفساد المستشري في منظومة الدولة، وكشف القوى السياسية التي تعرقل مسيرة الإصلاح». وأعلن العبادي «التزامه الكامل توجيهات المرجعية»، وتعهد «إعلان برنامج اصلاحي»، ودعا الاحزاب الى مساندته. وقال، احمد الصافي وكيل السيستاني في كربلاء، خلال خطبة الجمعة إن «البلد يواجه مشاكل اقتصادية ومالية معقدة ونقصاً كبيراً في الخدمات العامة وعمق السبب وراء ذلك هو الفساد المالي والاداري في مختلف دوائر الحكومة ومؤسساتها خلال السنوات الماضية، وهو يزداد يوماً بعد يوم، بالاضافة الى سوء التخطيط وعدم اعتماد استراتيجية صحيحة لحل المشاكل بل اتباع حلول انية ترقيعية يتم اعتمادها هنا او هناك عند تقفاقم الازمات». وتابع: «على رئيس الوزراء الضرب بيد من حديد كل من يعبث بأموال الشعب والعمل على إلغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي منحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة. وقد تكرر الحديث في شأنها». وأشار الى ان «المطلوب من العبادي ان يضع القوى السياسية امام مسؤوليتها ويشير الى من يعرقل مسيرة الاصلاح اياً كان وفي أي موقع». وأضاف: «كان عليه ان يتجاوز المحاصصات الحزبية والطائفية ونحوها في سبيل اصلاح مؤسسات الدولة فيسعى في تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وان لم يكن منتمياً الى اي من احزاب السلطة وبغض النظر عن انتمائه الطائفي والاثني ولا يتردد في ازاحة من لا يكون في المكان المناسب وان كان مدعوماً من بعض القوى السياسية ولا يخشى رفضهم واعتراضهم، معتمداً في ذلك على الله والشعب الكريم الذي يريد منه ذلك ويدعمه ويسانده في تحقيق ذلك». وحض العبادي على ان «يكون أكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية وأن لا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلنها، بل أن يسعى لاتخاذ قرارات مهمة وإجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية». ولفت الصافي الى ان «القوى السياسية من مختلف المكونات التي كانت وما زالت تمسك زمام السلطة والقرار من خلال مجلس النواب والحكومة المركزية والمحلية تتحمل معظم المسؤولية عما مضى من المشاكل وما يعاني منه البلد اليوم» وحذر من «خطورة الاستمرار على هذه الحال وعدم وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين الذي صبروا عليها طويلاً». وفي أول رد فعل على دعوة الرجعية، قال العبادي في بيان: «أعلن عن التزامي الكامل بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا التي عبرت عن هموم الشعب العراقي وتطلعاته». وتعهد «إعلان خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها»، ودعا القوى السياسية إلى «التعاون معي في تنفيذ برنامج الإصلاح». وأعلنت «منظمة بدر» بزعامة النائب هادي العامري، معاون رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، في بيان مقتضب «التزامها الكامل توجيهات المرجعية الدينية العليا». وقال الشيخ عادل الساعدي، خطيب الجمعة في جامع الرحمن، في بغداد إن» الفساد في الدولة العراقية يتحمله الليبيرالي والقومي كما يتحمله الإسلامي لأن كل هؤلاء يشاركون في الحكم والسلطة» وأضاف أيضاً: «يجب أن يكون اختيار المناصب الحكومية على أساس النزاهة والكفاءة والخبرة».