أعلن أمس الكرملين ترتيبات لعقد قمة تجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي. لكنه لم يوضح مكان عقد اللقاء بعدما تبادل الرئيسان الزيارات، مشيراً إلى أن إعلان عن موعد اللقاء ومكانه سيتم «بعد استكمال تنسيق كل تفاصيل المحادثات المرتقبة» التي قال في بيان ان اتصالات لتنسيقها «تجري حالياً عبر القنوات الديبلوماسية». وأشار إلى أن الحوار بين الرئيسين «عادة ما يكون زاخراً بالمواضيع ويحمل طابعاً دورياً». إلى ذلك، اجتمع وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس بنظيرته الكرواتية فيسنا بوسيتش التي تزور مصر لمتابعة أزمة الرهينة الكرواتي توميسلاف سالوبيك الذي اختطفه الفرع المصري لتنظيم «داعش» وهدد بإعدامه في رسالة مصورة وزعها قبل يومين، مالم تفرج السلطات المصرية عن سجينات لم يحدد أسماءهن خلال مهلة انتهت مساء أمس. وأكد الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن «السلطات المصرية تكثف جهودها لمحاولة التعرف إلى مكان احتجاز الرهينة»، مشيراً إلى أن «شكري اطلع بوسيتش خلال اللقاء على جهود الحكومة المصرية، والمعلومات المتوافرة لدى وزارة الخارجية تشير إلى أن الرهينة اختطف في تموز (يوليو) الماضي وليس خلال اليومين الماضيين». وأكد شكري لنظيرته الكرواتية أن «مصر لن تألو جهداً من أجل العمل على حماية الرهينة الكرواتي»، مشدداً على أن «الإرهاب لا وطن له ولا دين، وينبغي أن تتكاتف جميع الجهود الإقليمية والدولية من أجل محاربته واجتثاثه من جذوره في أي بقعة أو مكان، وتحت أي مسمى كان». ومن كرواتيا (أ ف ب) ناشد والد الرهينة محتجزيه إطلاق سراحه. وقال زلاتكو سالوبيك من منزله العائلي في مدينة فربوليه الواقعة إلى شرق كرواتيا: «أطلب من الذين يحتجزون ابني تركه يعود إلى عائلته لأن السبب الوحيد الذي جعله يتوجه إلى بلدكم هو الحصول على أي شيء لإعالة أطفاله لا أكثر ولا أقل». وأضاف: «كان هذا آخر يوم عمل له وكان يستعد للعودة إلى بيته في اليوم التالي». وكان الرهينة (31 سنة) الذي يعمل في شركة فرنسية لتحليل طبقات الأرض، ظهر للمرة الأولى منذ خطفه نهاية الشهر الماضي من إحدى ضواحي القاهرة، في التسجيل الذي وزعه تنظيم «ولاية سيناء» التابع ل «داعش». وجثا راكعاً أمام ملثم يحمل سكيناً ويهدد بإعدامه خلال 48 ساعة ما لم تطلق الحكومة سراح «نساء مسلمات» معتقلات. وكان السيسي عقد على هامش حفل افتتاح توسعة قناة السويس أول من أمس لقاءات مع عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا الحفل. وقال بيان رئاسي إن تلك اللقاءات شملت اجتماعاً مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «عرض سبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تشهد في المرحلة الراهنة تنامياً ملحوظاً في المجالات كافة، وهو التنامي الذي انعكست ملامحه في كثير من أوجه التعاون القائم بين البلدين في شتى الأصعدة». وأعرب السيسي عن «تقدير مصر، حكومةً وشعباً، لحرص هولاند على المشاركة شخصياً في الحفل، تدعيماً لأواصر الصداقة بين البلدين، وانعكاساً للدور التاريخي لفرنسا في حفر قناة السويس التي جاءت بناء على اقتراح فرنسي». والتقى السيسي رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي نقل إليه تهنئة بوتين بالاحتفال، «مشيداً بعزيمة الشعب المصري وإرادته القوية التي مكنته من إنجاز مثل هذا المشروع الضخم في فترة زمنية وجيزة»، بحسب البيان المصري الذي نقل عن مدفيديف أنه «لمس بنفسه مدى سعادة وفخر الشعب المصري بهذا الإنجاز الرائع من خلال الاحتفالات الشعبية التي شاهدها في الشوارع والميادين المؤدية إلى مقر الاحتفال». وشهد اللقاء «عرضاً لمختلف جوانب العلاقات الثنائية التي يثمنها البلدان كثيراً، وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات. وتم الاتفاق خلال اللقاء على تعزيز التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة والوصول بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أرحب من التعاون الاستراتيجي». وأضاف البيان أن الرئيس المصري التقى أيضاً رئيس الوزراء اليوناني أليكسس تسيبراس وبحثا في «سبل تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين سواء على المستوى الثنائي أو المتوسطي، كما تم الاتفاق على زيادة مشاركة الشركات اليونانية في المشاريع الكبرى التي تدشنها وتنفذها مصر في مرحلة البناء الراهنة بما يدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين». ودعا رئيس الوزراء اليوناني السيسي إلى زيارة اليونان «تدعيماً لأواصر علاقات التعاون التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين»، موضحاً أن الزيارة «سيتخللها عقد قمة ثلاثية بين زعماء مصر وقبرص واليونان، في إطار آلية القمة الثلاثية التي تجمع بين الدول الثلاث وأهمية الحفاظ على دورية انعقادها تعزيزاً للتعاون المتوسطي ولا سيما في منطقة شرق المتوسط، واستمراراً للتباحث والتشاور بين الدول الثلاث في شأن كثير من المواضيع الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». واستقبل السيسي رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح الذي سلمه رسالة من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عبّر خلالها الأخير عن «اعتزازه بافتتاح قناة السويس الجديدة»، معتبراً أنها «إنجاز عظيم ستكون له آثاره الإيجابية على مصر والعالم بما ستتيحه من تيسير لحركة الملاحة البحرية الدولية، في ظل النمو المضطرد والمتوقع لحجم التجارة العالمية، وما يفتحه من آفاق واعدة للاقتصاد المصري، ويؤهل منطقة القناة لتصبح مركزاً تجارياً ولوجستياً عالمياً». وأعرب الرئيس الجزائري في رسالته عن «الاعتزاز والارتياح لمستوى علاقات التعاون القائمة بين البلدين في المجالات كلها»، مؤكداً «حرص الجزائر الدائم على تعزيزها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، بما يساهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلدين والمنطقة العربية». وأكد السيسي «عمق علاقات التعاون التي تجمع بين مصر والجزائر، وأهمية العمل على تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات بما يساهم في تحقيق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين والأمة العربية».