وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الثلثاء)، إلى سنغافورة ليتحدث في فوائد اتفاق التجارة الحرة بين دول المحيط الهادئ، وذلك بعد ثلاثة أيام على فشل المفاوضات بين الدول المعنية بهذا الاتفاق التي تشكل 40 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي. ووصل كيري إلى سنغافورة بعد جولة قام بها في الشرق الأوسط شملت مصر وقطر. وأجرى كيري صباح اليوم محادثات مع وزيرة خارجية سنغافورة كي شانموغان قبل لقاء مع رئيس الحكومة لي سيين لونغ. وسيلقي الوزير الأميركي بعد ذلك خطاباً حول مزايا شراكة اقتصادية بين الولاياتالمتحدة ومنطقة آسيا التي تحتل أولوية في السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما. وتعمل واشنطن منذ سنوات على «إعادة التوازن» في علاقات الولاياتالمتحدة باتجاه آسيا. وكان ديبلوماسي أميركي صرح في هاواي الأسبوع الماضي بأن كيري «سيشدد على المحور الاقتصادي لإعادة التوازن، وسيكون الأمر مهماً بعد اجتماع وزراء دول اتفاق التبادل الحر في المحيط الهادي في ماوي». وكان مفاوضو الدول ال 12 حول اتفاق التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ أعلنوا في ختام اجتماعهم في هاواي أول من أمس أنهم لم يتوصلوا الى اتفاق نهائي خلال هذا اللقاء. وقال الممثل الأميركي الخاص للشؤون التجارية مايكل فرومان، إن الدول المشاركة في المفاوضات قررت استكمال المباحثات على صعيد ثنائي بهدف تذليل آخر العراقيل التي ما زالت تعترض اتمام «اتفاق التجارة الحرة في منطقة المحيط الهادي». ولم يحدد أي موعد لعقد اجتماع جديد للدول ال 12 (الولاياتالمتحدة والبيرو وتشيلي وكندا والمكسيك وبروناي واليابان وماليزيا وسنغافورة وفيتنام واستراليا ونيوزيلندا). وبعد مفاوضات بدأت قبل سنوات عدة، كانت واشنطن تأمل التوصل سريعاً إلى اتفاق نهائي كي يتسنى للكونغرس المصادقة عليه قبل الانطلاقة الفعلية لحملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016. وبعد معركة صعبة في الكونغرس، حصل أوباما في أواخر حزيران (يونيو) الماضي على السلطات التي تخوله تسريع التفاوض بعد معارضة من قبل الديموقراطيين.