أعادت ملكية عائلة محمد بن لادن للطائرة السعودية الخاصة التي تحطمت أول من أمس في إنكلترا، ولقي ثلاثة من أفرادها مصرعهم فيها، إلى الاذهان ارتباط تلك الأسرة بحوادث الطائرات على فترات مختلفة. بدأت المسألة بوالد سناء بن لادن، التي لقيت مصرعها في الحادثة الأخيرة، إذ ارتبط اسم محمد بن عوض بن لادن (الأب) بمرتفعات الهدا في مدينة الطائف (غرب السعودية) مرتين، الأولى كانت عام 1961، عندما اقترح على الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز حلاً للطريقة المثلى لإنشاء وتعبيد الخط الرابط بين الطائف ومكة المكرمة، وهي منطقة جبلية شاهقة، بنقل المعدات الخاصة بالعمل بواسطة «الحمير»، وخصوصاً أن تلك المرتفعات تتسم بشدة انحدارها ووعورتها. (للمزيد). وبحسب كتاب «أسطورة الطائف» الذي يحكي تاريخ ابن لادن الأب، فإن محمد بن لادن كان يدفع بالحمار للسير على حافة الجبل، ويتابعه بنفسه وهو يشق طريقه إلى الأسفل، حتى تم رسم مخطط الطريق الذي تم تعبيده في تلك الفترة. وبالفعل بدأ محمد بن لادن بإنشاء طريق «الهَدَا» مستخدماً الحمير والجمال لتوصيل المعدات إلى الموقع، بعد تفكيكها، بحيث يتم نقلها على هيئة أجزاء، وعند وصول الأجزاء إلى موقعها يعاد تركيبها. وفي عام 1967، وأثناء تفقده مشروع الطريق، اصطدمت طائرته بجبال الهدا ولقي حتفه في تلك الحادثة. وبعد مرور ما يقارب 21 عاماً، وتحديداً عام 1988، لقي سالم الابن البكر لمحمد بن لادن، شقيق المتوفاة أمس سناء، حتفه في حادثة تعرضت لها طائرته الخاصة في ولاية تكساس الأميركية. وتكرر (الجمعة) المشهد لعائلة ابن لادن في حادثة الطائرة التي كانت تقل سناء بنت محمد بن لادن (الأخت غير الشقيقة لأسامة) ووالدتها رجاء هاشم، وزوج سناء الدكتور زهير هاشم، إثر سقوطها بالقرب من مدرج مطار بلاكبوش في هامبشير في إنكلترا. وأشارت أنظمة الملاحة إلى أن الطائرة قامت بعملية دوران غير اعتيادية قبيل الحادثة، وذلك بوصولها إلى منطقة الهبوط، ومن ثم القيام بعملية دوران حول المطار، لكنها سقطت في الدوران الأخير على منطقة مخصصة لمزاد بيع السيارات. واصطدم مقدم الطائرة بسيارة، ما أدى إلى انفجارها. والشخص الرابع الذي لقي مصرعه في الحادثة هو قائد طائرة العائلة القبطان الأردني مازن الدعجة، الذي قال أخوه لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس، إن جثمان شقيقه سينقل للدفن في المدينةالمنورة، بحسب رغبة العائلة.