يطوف كل عام ما يقارب 1.2 بليون مسافر عبر 15 مليون طائرة سنوياً.. وينتهي اليوم مودعاً أكثر من 39 ألف رحلة حول العالم بواقع إقلاع طائرة واحدة كل ثانيتين في مطار ما على الكرة الأرضية، ومع هذا العدد الكبير إلا أن حوادث الطيران تكاد تكون معدودة ولكنها منيت في الآونة الأخيرة بكوارث وخسائر من الناحية الإنسانية فادحة، إلا أنها لا تعتبر على مستوى الطيران كبيرة، إذ ما زالت بعض ملفات الحوادث الأخيرة مفتوحة بين بحث وتحقيق ومعرفة أسرار الكارثة. وفي خضم هذه الأحداث تُفجع أسرة ابن لادن في السعودية بحادثة جديدة ستدخل مضمار التحقيقات والبحث على المستوى العالمي وتغطى بهالة من الحزن على المستوى الخاص لدى العائلة. إذ شيّع الناس أمس قتلى طائرة جدداً من أسرة ابن لادن ذات تاريخ وفيات الطيران العريق في ثالث حادثة للأسرة والتي ذهب ضحيتها أربعة على الطائرة نفسها وهم سناء بن لادن ووالدتها أم سعد بن لادن مالك الطائرة وزوجها الدكتور زهير هاشم، إضافة إلى قائد الطائرة، إذ غادر عميد أسرة ابن لادن محمد بن لادن في عام 1976 صاحب امبراطورية المال والأعمال عبر حادثة تحطّم طائرته المروحية الخاصة بعد اصطدامها بجبال الهدا، إذ كان يتفقد بها أعماله التجارية المعمارية وأعمال أحد المشاريع القائمة آنذاك. وبعد 22 عاماً وتحديداً في عام 1988 تحطمت طائرة سالم بن لادن الابن الأكبر لمحمد والتي كان يقودها بنفسه في أجواء مدينة تكساس والذي عرف عنه شغفه بالطيران. وبعد 27 عاماً من حادثة الابن سالم تتبعها أمس الموافق الأول من أغسطس حادثة تحطم طائرة خاصة من طراز إمبراير 505 فانوم 300 في مطار «بلاكبوش» البريطاني والمسجلة بالمملكة العربية السعودية. وامتلأت مواقع التواصل بالحزن والألم على ضحايا ثالث حادثة طيران تحل بعائلة ابن لادن، ومعظم المغردين أجمعوا على التذكير بلقب «أم اليتامى» الذي اشتهرت به سناء بن لادن، وهي شقيقة رجل الأعمال المعروف سعد بن لادن. وذكروا أن من مآثر سناء بن لادن أنها كانت تعمل على تجهيز شقق العرسان بالكامل، وكان الجميع يناديها «ماما» وأنها «كانت سباقة في العطاء»، وقال أحد المغردين في جدة وهو خالد الرميح : «إنها أم الأيتام في جدة، تكفل الأيتام في جمعية البر وتهتم بشؤونهم المادية والتعليمية وتبعثهم للدراسة وتزوجهم». وكانت «الهيئة العامة للطيران المدني» بالسعودية، قد أطلقت سلسلة تغريدات «تويترية» أكدت فيها أن الحادثة تحظى بمتابعة من مكتب التحقيقات في المملكة، وأنه تم اعتماد المدير العام للمكتب، الكابتن إبراهيم بن سلمان الكشي، للعمل مع فريق التحقيق البريطاني للتعرف على أسباب سقوط الطائرة، علما أن كامل صلاحية التحقيق بالحادثة هي من مسؤوليات مكتب تحقيقات حوادث الطيران البريطاني، على حد ما نقلت وسائل إعلام سعودية عن الكابتن الكشي نفسه.