استنكر محافظ الأنبار صهيب الراوي قتل وإصابة عشرات المدنيين في قضاء الرطبة، غرب الرمادي، في قصف جوي مجهول، قبل يومين، فيما شنّت قوات الجيش هجوماً على منطقة «الصوفية»، شرق الرمادي. وقال الراوي، في بيان أمس، إن «مجرزة الرطبة (يسيطر عليها داعش) جريمة وكارثة إنسانية يجب تقديم مرتكبيها إلى المحاكمة». وأضاف ان «اتصالات أُجريت مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد العمليات في الأنبار للوقوف على ملابسات الجريمة ومعرفة مرتكبيها، وقد بوشر في التحقيق على ان تقدم النتائج خلال أيام». واعتبر»الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين باتت مؤشراً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة، خصوصاً في ظل الأزمة الإنسانية التي يعانيها سكان الأنبار». وأوضح ان عدد قتلى القصف الجوي على الرطبة وصل الى «46 مدنياً، بينهم نساء واطفال، وجرح نحو 50، غالبيتهم من النازحين». إلى ذلك، طالب عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب محمد الكربولي القوات الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي بتوخي الدقة في خلال غاراتها على تجمعات «داعش». وشدّد على «ضرورة الاخذ في الإعتبار ان التنظيم يسعى الى استخدام المدنيين العزل الأسرى لديه دروعاً بشرية لحماية مقراته وقياداته». وتزامن بيان الراوي بعد يومين على حصول الحادثة، على ما أفادت وكالة «أعماق» الاخبارية التابعة ل «داعش»، والتي اوضحت ان «طائرات حربية لم تعرف هويتها ارتبكت مجزرة في مدينة الرطبة ليل الخميس راح ضحيتها 24 قتيلاً ونحو 30 جريحاً من المدنيين». وأشارت الى ان «غارتين استهدفتا حي الحارة القديم المكتظ. وأصاب القصف منازل تؤوي نازحين فروا من الفلوجة والكرمة. وعدد القتلى مرشح للزيادة وفرق الإنقاذ ما زالت تواصل استخراج الجثث وانتشال الجرحى العالقين تحت الأنقاض». لكن عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الأنبار قال ل «الحياة» ان «الحادثة لم تكن مؤكدة يوم حصولها أو بعدها، لأن «داعش» يسيطر على المدينة وساد اعتقاد بأنه فبرك الخبر، خصوصا أنه يمنع الاهالي من الخروج ويقطع الاتصالات». وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور عدد من القتلى، بينهم اطفال، قيل انهم قضوا خلال قصف الرطبة، كما اظهرت صور أخرى منازل مدمرة ويحاول عدد من الأشخاص البحث تحت الانقاض. إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع مسؤوليتها عن القصف الذي تعرضت له الرطبة، وقال الناطق بإسم الوزارة العميد يحيى رسول في بيان إن «الانباء التي تحدثت خلال الساعات الماضية عن قصف طائرات عراقية منزلاً في قضاء الرطبة يسكن فيه مهجرون من الفلوجة أمر عار عن الصحة». وأضافت أن «قيادة القوة الجوية أكدت عدم وجود ضربات جوية في تلك المنطقة». ولم يصدر «التحالف الدولي» تعليقاً على الحادثة حتى مساء أمس، فيما أعلن في آخر بياناته انه شنّ غارات واسعة في الأنبار في يوم حصول الحادثة. وأشار الى ان الغارات استهدفت عناصر التنظيم «قرب مدن القائم والرمادي والحبانية». ويسيطر «داعش» على الرطبة منذ حزيران (يونيو) العام الماضي، وهي في أقصى جنوب غربي الأنبار وتبعد 300 كيلومتر عن الرمادي، واستخدمها التنظيم قبل شهور نقطة انطلاق للهجوم على معابر حدودية مع الاردن والسعودية. من جهة أخرى، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان ان قوات من الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الإتحادية اقتحمت أمس منطقة الصوفية، شرق الرمادي، بعد يوم على نجاحها في السيطرة على منطقة الزراعة.