كابول، لندن، واشنطن – أ ف ب، رويترز - نفى مجلس الشورى القيادي في حركة «طالبان» حصول أي لقاء بين ممثلين عن الحركة أو ما أسماه البيان «الإمارة الإسلامية لأفغانستان» وممثل الأممالمتحدة في كابول كاي إيدي في مدينة دبي. في المقابل، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن بلادها لن تحاور العناصر الأكثر تطرفاً في أفغانستان الذين وصفتهم ب «الأشرار فعلاً»، مؤكدة أن أي سياسة مصالحة مع «طالبان» لن تكون على حساب حقوق الإنسان. ووصف بيان «طالبان» ادعاءات إيدي بأنها محاولة لتشويه سمعة الحركة والتأثير في شعبيتها المتنامية. وصدر بيان «طالبان» بعد تصريحات لإيدي عن عقده لقاءات مع ممثلين عن الحركة خلال الشهرين الجاري والماضي في دبي. وكان قادة عسكريون في «طالبان» رفضوا نتائج مؤتمر لندن الداعي إلى مصالحة أفغانية تضمن إلقاء الحركة السلاح واعترافها بالدستور الأفغاني الحالي في مقابل تعويضات مالية لقادتها الميدانيين ومقاتليها. في موازاة ذلك، اشار قائد إحدى الجماعات الباكستانية المقرّبة من الحركة والمطلعة على مجريات الأمور، رفضت كشف اسمه، إلى أن العمل جار من أجل عقد اجتماع لعلماء من البلدان الإسلامية في باكستان أو غيرها، وإطلاعهم على موقف «طالبان» وحقيقة الوضع الميداني، مؤكداً أن الحركة لم تكن أبداً ضد أي حل سياسي وسلمي للصراع في أفغانستان. لكن النقطة الأولى في أي حلّ، من وجهة نظر «طالبان»، بحسب قول المصدر، يجب أن تتضمن الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية، مع إمكان وضع قيود على نشاط تنظيم «القاعدة» والجماعات الأخرى في أفغانستان في حال تولي «طالبان» السلطة، بما يضمن عدم تسليم هؤلاء المسلحين أو طردهم خارج أفغانستان، في مقابل عدم قيامهم بأي عمل من داخل الأراضي الأفغانية ضد أي بلد كان، وضمان عدم تدخل البلدان الأخرى في الشأن الأفغاني. وقال مولوي عبد المنان عضو اللجنة الإعلامية في «الإمارة الإسلامية لأفغانستان» (طالبان) عبر الهاتف ل «الحياة» إن الإمارة «تعتقد بأن الحملة الظالمة عليها ستزداد شراسة وستكون هناك محاولات محمومة للإيحاء أن مندوبين عن الإمارة التقوا مع ممثلين عن حكومة كارزاي والأممالمتحدة، لكن حقيقة الموقف وتعليمات الملا محمد عمر (القائد الأعلى للحركة) هي رفض أي حل سياسي وفق ما تريده قوات الاحتلال والحكومة العميلة، مع الاستعداد التام للتفاوض على مسألة انسحاب القوات الأجنبية». وأشار عبد المنان إلى أن «الطريقة الوحيدة للحوار التي يفهمها الأميركيون والمحتلون هي التفاوض عبر السلاح». على صعيد آخر، قالت كلينتون في تصريح إذاعي: «لا نتحاور مع الأشرار فعلاً، لأنهم لن ينبذوا أبداً تنظيم القاعدة ولا العنف ولن يوافقوا أبداً على الاندماج في المجتمع... ان هذا الأمر لن يحصل مع أناس مثل الملا عمر». ميدانياً، أعلن الحلف الأطلسي أمس أن ثلاثة أميركيين هم جنديان ومدني قتلوا في شرق أفغانستان. وكشف مسؤول أميركي أن «الدلائل الأولية تفيد بأن مترجماً ساخطاً أطلق النار». كما أعلنت «ايساف» أن أفغانيين قتلا وجرح آخر بعد رفضهم وقف سيارتهم في ولاية غزني (جنوب)، فأطلق جنود النار في اتجاه محرك السيارة التي كانت تقترب بسرعة. من جهة أخرى، أفاد شهيد الله شهيد الناطق باسم حاكم ولاية ورداك (جنوب غربي كابول) عن مقتل أربعة جنود أفغان وجرح سبعة في حادث إطلاق نار في الولاية. إلى ذلك، قتل 8 من عناصر «طالبان» إثر غارة جوية خلال عملية إسناد أثناء معارك بين المتمردين وقوات الأطلسي في ولاية بادغيس (شمال غرب). وفي جنوب ميرانشاه كبرى مدن منطقة وزيرستان الشمالية القبلية الباكستانية، عثر على جثتي رجلين تحملان آثار رصاص على جانب طريق في داتا خل. ووجدت بطاقة إلى جانب الجثتين تفيد أنهما «أعدما إثر تحقيق أظهر قيامهما بأنشطة تجسس لحساب القوات الأميركية».