دافوس (سويسرا)، باريس، لندن، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، ان مشروع الوكالة لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج لا يزال مطروحاً على الطاولة، فيما حذّرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الصين من مخاطر تعرّضها لعزلة ديبلوماسية واحتمال انقطاع إمداداتها من النفط، إذا لم تؤيّد فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان مشروع تبادل الوقود النووي «ما زال ممكناً»، مضيفاً ان هناك احتمالاً «لبعض التفاهم المشترك أولاً والاتفاق ثانياً «. وأفادت قناة «برس تي في» الايرانية بأن متقي التقى في دافوس حيث يشارك في «المنتدى الاقتصادي العالمي»، مستشاراً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم تحدد اسمه. في الوقت ذاته، قال المدير العام الجديد للوكالة الذرية الياباني يوكيا امانو في دافوس حيث يشارك في المنتدى ذاته، ان اقتراح مبادلة اليورانيوم الايراني بوقود نووي معالج في الخارج، «لا يزال مطروحاً والحوار متواصل»، مشيراً الى انه في صدد وضع تقريره الاول حول تطورات الملف النووي الايراني، على ان يُعرض خلال اجتماع للوكالة في آذار (مارس) المقبل. واعتبر ان البرنامج النووي الايراني يشكّل «القضية الرقم واحد» بالنسبة الى الوكالة. في باريس، قالت كلينتون: «فيما نبتعد عن طريق الحوار الذي لم يؤدِ الى النتائج التي كان بعضهم ينشدها، ونعمل على دفع مسار الضغوط والعقوبات، ستكون الصين تحت ضغوط قوية جداً للاعتراف بأن سلاحاً نووياً في يد ايران سيكون له تأثير على زعزعة الاستقرار في الخليج حيث تحصل على حصة كبيرة من إمداداتها من النفط». وأضافت في خطاب ألقته في المدرسة الحربية الفرنسية، ان ايران نووية «ستتسبّب في سباق تسلح، وستشعر اسرائيل بتهديد لوجودها. كل هذا يشكل خطراً كبيراً جداً». وتابعت كلينتون متوجهة الى الصينيين: «أدرك ان معاقبة دولة تحصلون منها على موارد طبيعية يحتاج اليها اقتصادكم المتطور، يبدو بالنسبة اليكم وكأن له مفعولاً عكسياً. لكن فكروا في الأمور على المدى البعيد». يأتي ذلك غداة اجتماع الوزيرة الاميركية في لندن مع نظيرها الصيني يانغ جيشي الذي أكد على ان «ضرورة تسوية المسألة النووية الإيرانية من خلال الجهود الديبلوماسية والمفاوضات». وقال: «نرى أننا يجب ان نركّز على استئناف الحوار ومعاودة التفاوض». والتقت كلينتون في لندن ايضاً أربعة من نظرائها الأوروبيين، هم الفرنسي برنار كوشنير والالماني غيدو فسترفيلله والبريطاني ديفيد ميليباند والايطالي فرانكو فراتيني، لمناقشة الملف النووي الايراني. في موسكو، قال الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيستيرينكو ان «قرار ايران بدء تخصيب اليورانيوم بنفسها، والذي يتعارض مع الشروط الاساسية للقرارات ذات الصلة التي اصدرها مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة الذرية، ليس من شأنه سوى زيادة المخاوف القائمة وتعطيل التوصل إلى تسوية سريعة للموقف حول برنامجها النووي». في غضون ذلك، اعتبر الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست ان العقوبات التي قرر مجلس الشيوخ الأميركي فرضها على طهران، بما في ذلك حظر تصدير البنزين، تشكل «استمراراً للسياسات الخاطئة للإدارات الأميركية السابقة». وأكد ان «الشعب الإيراني غير مستعد للتخلي عن حقوقه الأساسية»، مذكّراً بأن «الحظر الأميركي الذي مورس على إيران بعد انتصار الثورة، لم يسهم سوى في تعزيز إرادة الشعب الإيراني». وكان مجلس الشيوخ الأميركي أقر بالإجماع مشروع قانون يعزز عقوبات قائمة على ايران، ويجيز للرئيس باراك أوباما فرض عقوبات جديدة تستهدف الشركات التي تصدّر البنزين إليها. ويطالب مشروع القانون إدارة أوباما بتجميد أصول إيرانيين، بما في ذلك «الحرس الثوري»، ممن يتورطون في نشر أسلحة نووية او في الإرهاب. وكان مجلس النواب الأميركي أقر مشروع قانون مماثلاً، ويتعين الآن التوفيق بين الاختلافات في المشروعين قبل ان يصبح نافذاً، بعد ان يوقّع عليه أوباما. على صعيد الوضع الداخلي في ايران، حضّ خطيب صلاة الجمعة رجل الدين المتشدد أحمد جنتي القضاء أمس، على إعدام مزيد من المعارضين للنظام بهدف إنهاء الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، فيما هدد رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني بكشف «ماضي» رجل الدين المتشدد مصباح يزدي الذي يُعتبر مرجعاً روحياً للرئيس محمود أحمدي نجاد، وذلك بعد تزايد السجالات بين يزدي ورفسنجاني.