شددت القاهرة والرياض أمس على قوة العلاقات بينهما ومتانتها، وأعلنتا «تطوير التعاون العسكري» وتجديد دعم مشروع إنشاء القوة العربية المشتركة الذي سيناقشه وزراء الدفاع والخارجية خلال اجتماع في مقر الجامعة العربية الشهر المقبل. (للمزيد). وبحث ولي ولي عهد المملكة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة أمس، في عدد من الملفات الإقليمية وتعميق العلاقات بين البلدين. وخلص اللقاء إلى صدور «إعلان القاهرة» الذي أكد الاتفاق على «تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة»، وتعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة. وجاء الإعلان بعد ساعات من إعلان السيسي خلال حضوره حفل تخرج دفعة عسكرية مع الأمير محمد بن سلمان، أن «مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي»، مؤكداً أن الدول العربية «لن ترانا إلا معاً»، في نفي ضمني للإشاعات عن وجود خلافات بين البلدين. وكان ولي ولي العهد حضر أمس احتفال تخريج دفعات عسكرية أقيم في الكلية الحربية في القاهرة، وجلس إلى جوار السيسي الذي استقبله بحفاوة لافتة، وتبادلا حوارا باسماً، قبل أن يعتبر السيسي في بداية كلمته أمام الحضور أن مشاركة الأمير محمد بن سلمان في الاحتفال «رسالة قوية جداً إلى شعبينا ورسالة إلى دول الخليج أننا دائماً مع بعضنا بعضاً... وتدليلاً على عزم أكيد وإرادة مشتركة لاستمرار العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً». وأضاف: «من المهم جداً أن نعلم أنه في الوقت الحالي الذي تمر به منطقتنا العربية، نحن أحوج ما نكون إلى أن نكون معاً لأن التحديات والتهديدات كثيرة، ولا يمكن أبداً أن نستطيع أن نتغلب على تلك التحديات ونتصدى لها إلا معاً... مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي، ومعا نستطيع أن نجابه تلك التحديات، لذلك فهذه رسالة قوية وواضحة لنا جميعاً، ليس فقط في مصر والسعودية، وإنما إلى دول الخليج والدول العربية. لن ترونا إلا معاً». بعدها عقدت في قصر الاتحادية الرئاسي جلسة محادثات ثنائية، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين الذي ضم وزيري الخارجية سامح شكري وعادل الجبير الذي قال في مؤتمر صحافي عقب اللقاء إن القاهرة والرياض «تتمتعان بعلاقة قوية وهناك رغبة بين قيادات البلدين لتعزيز وتكثيف هذه العلاقات الاستراتيجية. هذا الاجتماع اقر أسساً للرؤية التي وضعها خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري لآلية نقل العلاقات بين البلدين إلى آفاق استراتيجية جديدة، ونتطلع إلى البدء قدماً في كل المجالات التي تم الاتفاق عليها لتكون بداية لنقلة في العلاقات». ورأى أنه «بعد هذا الاجتماع فإن جناحي الأمة العربية والإسلامية يرفرفان خدمة للشعوب العربية والإسلامية وحمايتها من أي عدوان». وأوضح الناطق باسم الرئاسة علاء يوسف أن الرئيس أكد أن مصر «كانت وستظل دوماً عوناً لأشقائها ومدافعاً عن الحقوق العربية، وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة إلى مصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي». وبعث برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين لدعوته إلى زيارة مصر، معتبراً أن الزيارة ستكون «فرصة مميزة لتأكيد متانة العلاقات بين البلدين وإرساء قواعد انطلاقة كبرى للعمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية». وقال في بيان إن اللقاء عرض «عرض آخر المستجدات وتطورات الأوضاع على الساحة العربية في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة إلى استغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحال الضعف في بعض الدول، للتوسع والإضرار باستقرار شعوب المنطقة ومستقبلها». وأشار إلى أن «اللقاء شهد تأكيداً على أهمية مجابهة محاولات التدخل كافة في الدول العربية أياً كانت مصادرها، حفاظاً على النظام العربي وترميمه وتقويته في مواجهات محاولات اختراقه وإضعافه». وأضاف البيان: «صدر عن الزيارة إعلان القاهرة الذي تضمن تأكيد البلدين على متانة العلاقات الثنائية، والحرص على تطويرها في المجالات كافة، وخلص إلى الاتفاق على حزمة من الآليات التنفيذية في مجالات تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة، وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محوراً رئيساً في حركة التجارة العالمية، وتكثيف الاستثمارات المتبادلة بهدف تدشين مشاريع مشتركة، إضافة إلى تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتعيين الحدود البحرية بين البلدين».