ساد التوتر الشديد مخيم عين الحلوة الفلسطيني، لا سيما في الشارع الفوقاني، وسط إقفال المحال التجارية أبوابها. ولزم المواطنون منازلهم تحسباً، في ظل انتشار مسلّح في المنطقة، غداة ليل دامٍ شهده المخيم أوقع قتيلين وثمانية جرحى. وكان التوتر الأمني تصاعد في المخيم ليل أول من أمس، بعد إطلاق نار استهدف عناصر مسلّحة تنتمي الى تنظيم «جند الشام»، أدى الى إصابة أحد العناصر بجروح خطرة، فيما تعرّض عناصر من حركة «فتح» لإطلاق نار استهدف طلال المقدح، ما أدى الى مقتله، إضافة الى مقتل بائع عصير يُدعى دياب المحمد، صودف مروره في مكان الاشتباكات، فيما تضرّر عدد من السيارات والمنازل. وأعقب الحادث توتّر شديد في أحياء المخيم، وانتشر عشرات المسلّحين، ما دفع بعشرات العائلات الى النزوح من المخيم الى أقارب ومناطق آمنة في مدينة صيدا ومنطقتها تحسباً، ومنها عائلات كانت نزحت قبل عامين من مخيم اليرموك في سورية. وأقدمت عائلة الفلسطيني المغدور دياب المحمد، على قطع الطريق الرئيسي عند مفرق بستان «القدس»، بالعربات والعوائق الحديدية احتجاجاً. تسليم ناشطين إلى مخابرات الجيش وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن قوات الأمن الوطني الفلسطيني أوقفت الناشطين في مجموعة المقدسي صالح ميعاري ومحمد شناعة، في حي طيطبا داخل عين الحلوة، وسلّمتهما إلى مخابرات الجيش عند حاجز مستشفى صيدا الحكومي. وفي المقابل، قالت «القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة» في بيان: «حرصاً منها على إعادة الأمور إلى نصابها، وسحب فتائل التفجير، وإيجاد أجواء أمنية ملائمة، قامت القوى الإسلامية في المخيم بإجراء اتصالات مع كل القوى والمسؤولين محلياً ومركزياً، وفي مقدّمهم سفير دولة فلسطين وممثل «حماس» في لبنان علي بركة، وتم الاتفاق على سحب المسلّحين ومنع الظهور المسلّح وإطلاق النار». وطمأن «أهلنا في المخيم إلى أن الوضع سيهدأ تدريجياً، على أمل أن نصل إلى حال إيجابية من الأمن والاستقرار».