تشهد مصر تأهباً رسمياً استثنائياً مع بدء العد التنازلي لحفل افتتاح توسعة المجرى الملاحي لقناة السويس المعروفة إعلامياً ب «قناة السويس الجديدة»، المقرر في 6 الشهر المقبل. ومن المقرر الانتهاء بعد غدٍ من الأعمال الإنشائية للتوسعة الجديدة التي تمتد على طول 35 كلم في موازاة القناة الأساسية، بعد تدشين التشغيل التجريبي السبت الماضي بمرور ثلاث سفن عملاقة. وحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس حفل تخريج دفعة جديدة من سلاح الطيران، شهد خلاله عرضاً نفذته طائرات «رافال» الثلاث التي تسلمتها مصر قبل أيام من فرنسا، والتي يفترض أن تشارك في حفل الافتتاح. وحرص مدير كلية الطيران خلال كلمته على تقديم التهنئة للسيسي «على بدء الحصاد وجني الثمار لجهود مشرفة على مدار عام كامل في كل المجالات لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري وبما لا يخل بالأمن القومي المصري والعربي وحماية سلامة الوطن ووحدة أراضيه». واعتبر أن افتتاح التوسعة «هدية مصر للعالم، وستظل شاهدة على قوة المصريين في مواجه التحديات وتخطي الصعاب من أجل قوة مصر ومكانتها». وشدد على أن القوات المسلحة «قوة للدفاع عن الوطن ولم تكن يوماً من الأيام للعدوان أو الكراهية». وتعوّل الحكومة على التوسعة الجديدة لزيادة عائدات قناة السويس بنسبة تتجاوز 250 في المئة بحلول العام 2023 ليصبح 13.2 بليون دولار مقارنة بالعائد الحالي الذي يصل إلى 5.3 بليون دولار. وتهدف من وراء تدشينها تحقيق أكبر نسبة من العبور المزدوج للسفن على طول المجرى الملاحي، وتقليل زمن الانتظار، لتلبية الزيادة المتوقعة في حركة نقل البضائع. وحسب الموقع الرسمي للمشروع، فإن القدرة الاستيعابية ستكون 97 سفينة قياسية في اليوم بحلول العام 2023 بدل 49 سفينة يومياً في العام الماضي، إضافة إلى أنها ستمكن السفن من العبور المباشر بلا توقف لنحو 45 سفينة في كلا الاتجاهين. وكان رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش كشف في تصريحات صحافية عن اعتزام مصر «حفر قناة ثالثة شرق التفريعة في محافظة بورسعيد»، وأن حفل الافتتاح «سيشهد إعلان بدء تنفيذ مشروع القناة الثالثة التي ستعمل على خدمة حركة الملاحة شرق التفريعة». وأشار إلى أن السيسي «أمر بوضع خطط تشمل تطوير ميناء شرق بورسعيد، وتحديد رسوم وخرائط لمناطق صناعية جديدة في منطقة شرق بورسعيد، ونحن لن نكسل عن العمل بعد بدء افتتاح القناة الثانية. بالعكس نحن من اليوم التالي سنعمل على تنمية منطقة قناة السويس من خلال مشروع التنمية». وأشار إلى أن الخطة تتضمن «حفر قناة جديدة جانبية للسفن موازية لميناء شرق بورسعيد بطول 9.5 كيلومتر، وهذا كان في المخطط القديم لتنمية القناة، من خلال اتفاق قديم توقف مع بعض الشركات، وسنوقع اتفاقاً جديداً خلال الفترة المقبلة وفي أسرع وقت من أجل بدء العمل في تلك القناة». وأشار وزير الخارجية سامح شكري خلال لقاء عقده مع المراسلين الأجانب في القاهرة إلى أن المشروع يمثل «أهمية كبيرة بالنسبة إلى مصر والعالم أجمع»، مشدداً على «قدرة مصر في حماية القناة الجديدة وتأمين الملاحة فيها، وثقة المجتمع الدولي في هذه القدرة». وتوقع «مشاركة دولية في احتفالية الافتتاح».